ولدت «إديث» الصغيرة بحالة قلبية مريضة، وتعتبر فرصتها الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي عملية محفوفة بالمخاطر للغاية وطويلة جدًا. وبحسب موقع «ميرور»، تعتبر «إديث» هي واحدة من المرضى الصغار الذين ولدوا بمتلازمة القلب الأيسر، مما يعني أنها تمتلك نصف قلب فقط؛ إذ لا تستطيع «إديث» الحصول على ما يكفي من الدم إلى رئتيها، ولكن ذلك لم يتوقف عن كونها واحدة من أسعد الأطفال الذين يتم علاجهم حاليًا في مستشفى «ألدر هاي» للأطفال، في ليفربول بإنجلترا.
تم تشخيص حالة «إديث» فورًا بمجرد ولادتها، وأمضت كل حياتها القصيرة في «ألدر هاي»، ولكن فجأة، انخفضت مستويات الأكسجين بشكل كبير أثناء وجودها في المستشفى، ويتعين نقل الطفلة «إديث» إلى العناية المركزة، ووضعها على أجهزة دعم الحياة، وتم إعلام والديها بأن فرصتها الوحيدة للحياة هي الجراحة، وكشف لهم الدكتور «رامانا» المخاطر الحقيقية بالنسبة للطفلة قبل الجراحة، حيث قال إن هناك خطرًا كبيرًا من ألا تنجح الجراحة، ويمكن حدوث نزيف في المخ، عدوى، أو موت، ولكن لا بد من القيام بالجراحة.
ودخلت «إديث» في الجراحة التي استغرقت 11 ساعة، يكافح خلالها والداها المرعوبان للسيطرة على عواطفهما خارج غرفة العمليات، وتم إحضار اختصاصي آخر في القلب، «جيما بينفورد»، للعملية؛ لإنشاء دعامة لمساعدة قلب «إديث» على ضخ المزيد من الدم في رئتيها، وبينما هي في حالة شفاء، بدأت «إديث» تنزف من صدرها وتحتاج إلى نقل الدم.
وبعد شهر من بقاء «إديث» في العناية المركزة، أعطت الطفلة إشارة مدهشة للممرضات وعائلتها، على أنها ستقوم بعمل معجزة لنفسها، فبينما لا تزال «إديث» على جهاز دعم التنفس، ولا تأخذ نفسها إلا به، فإن «إديث» تقرر أن تتخلص من قناع الأُكسجين الخاص بها، وتتنفس من تلقاء نفسها للمرة الأولى منذ سبعة أسابيع، وكأنها تريد أن تقول للجميع «لست بحاجة إلى دعمكم، شكرًا جزيلًا لكم»، مما جعل والديها وفريق التمريض لا يتوقفون عن البكاء، وأخيرًا تمكنت والدتها وأبوها من احتضانها للمرة الأولى منذ سبعة أسابيع، وأصبحت جيدة بما يكفي لنقلها إلى جناح عام.