لا فائدة من كل التطور التكنولوجي والتقدم في مختلف الأصعدة في أي بلد من البلاد، إن غابت الإنسانية عن تصرفات من يعيشون فيه، وعلى الرغم من قرب انتهائنا من العقد الثاني من الألفية الثالثة، إلا أن ظاهرة متوحشة ورجعية كالعنصرية، لا تزال تتجذر في عدد من البلدان، والتي منها ما يعتبر من الدول المتقدمة، التي تراعي حقوق الإنسان، إلا أن حادثة وقعت خلال اليومين الماضيين في بلد مثل السويد، أثارت الكثير من الغضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأظهر مقطع فيديو مصور تم تداوله بشكل واسع مؤخراً، قيام حرّاس أمن، بطرد امرأة حامل كانت برفقة طفلتها، بشكل همجي وعنيف، خارج أحد قطارات الأنفاق في العاصمة السويدية «ستوكهولهم»، دون أن يراعيا على الإطلاق صحة هذه المرأة كونها كانت حاملاً، وخطر الطريقة العنيفة التي استخدمها الحراس على صحتها وصحة جنينها. وكان الكثيرون ممن شاهدوا الحادثة قد اعتبروا بأنها وقع لـ«دوافع عنصرية» واضحة.
وبحسب ما نشره موقع «سكاي نيوز»، فقد كانت المرأة الحامل برفقة ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات فقط، تجلسان في أحد قطارات الأنفاق الذي كان يستعد للانطلاق من محطة «هوتورغيت» بالعاصمة «ستوكهولم»، وكان ذلك مساء يوم الخميس الماضي 31 كانون الثاني / يناير 2019، وذلك عندما أحاط بها اثنان من عناصر الأمن وقاما بطردها بهذا الشكل العنيف.
وتابع الموقع، بأن حارسي الأمن كانا قد طردا المرأة وابنتها من القطار، بحجة أنها لا تمتلك «تذكرة سفر» صالحة، وقاما بدفعها نحو مقعد مجاور، دون أدنى اهتمام بها أو بجنينها، أو حتى بالطفلة الصغيرة ذات الأعوام الخمسة. وفي وقت لاحق من تلك الليلة، تم إدخال المرأة – وهي سمراء اللون - إلى المستشفى لأكثر من مرة من أجل التأكد من أن حملها لم يتأثر بتصرف رجال الأمن.
وبحسب ما صرحت به المرأة التي تعرضت للاعتداء لوسائل إعلام سويدية، أن عناصر الأمن قبضوا عليها فوراً بعد أن أبلغتهم بأنها لا تستطيع العثور على تذكرتها، مشيرة إلى أنهم تجاهلوا توسلها عندما قالت لهم إنها متعبة وتشعر بألم، وطرداها أمام أعين الكثيرين دون أي رحمة. وكان ذلك كله في خِضم صراخ وبكاء طفلتها الصغيرة، التي كانت خائفة تماماً جراء تعامل رجال الأمن معها ومع والدتها بهذا الشكل. وقال أحد الأشخاص المعلقين على فيديو الحادثة، إن تصرف رجلي الأمن كان بدافع عنصري واضح، وقال آخر: «انظروا كيف يعاملون الشخص الأسود!. التصنيف العرقي باق في هذا البلد المحب للسلام».
الجدل الواسع الذي أثاره هذا المقطع المصور، أجبر السلطات السويدية، على اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق رجلي الأمن، حيث تم إيقافهما عن العمل وإخضاعهما للتحقيق، لمعرفة إن كانا مذنبين وقصدا التصرف بهذه العدوانية المفرطة مع المرأة. وبحسب ما صرح به أحد المسؤولين في النقل العام بالعاصمة السويدية، إن عناصر الأمن بالغوا في تصرفهم، مؤكداً أنه لن يقدم تعليقات إضافية لحين انتهاء التحقيق.