في كل يوم، يصدمنا الطُهاة في مختلف العالم، بأطباق طعام جديدة غريبة وعجيبة وخارجة عن المألوف، حيث تمكن هؤلاء الطهاة من جعل كل شيء تقريباً «طبق طعام» على موائد غدائنا أو عشائنا، حتى أن هناك أنواعاً مختلفة من لحوم الحيوانات غير متوقعة على الإطلاق، قد دخلت في لائحة الأكل لدى البشر، وآخرها كان «السنجاب»، الذي تحول من حيوان لطيف وصغير – وأحياناً مزعج - يعيش في حدائقنا، إلى وجبة طعام شهية في بريطانيا.
وبحسب صحيفة «تلغراف» البريطانية، فقد دخل «السنجاب الرمادي»، إلى لائحة المأكولات في مختلف مطاعم البلاد، وتحول إلى وجبة شهية يعدها الطهاة كثيراً خلال الآونة الأخيرة، في إطار تقديمهم للأطباق غير التقليدية، والتي يعتبرون في الوقت نفسه بأنها «مفيدة للبيئة» بشكل أو بآخر. حيث يعد هذا النوع من السناجب موجوداً بكثرة في بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا، وذلك لعدم وجود حيوانات أخرى تبادر إلى افتراسه في البرية، كما هي الحال في الحلقة الطبيعية المستمرة في هذا الشأن.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أن أعداد السناجب الرمادية، كان قد تزايد بشكل كبير وملحوظ للغاية خلال الفترات الأخيرة في المملكة المتحدة، حتى صار يهدد وجود أنواع أخرى أقل انتشاراً مثل «السناجب الحمراء». وهو الأمر الذي يراه العديد من الطهاة البريطانيين، ومن بينهم الشيف «كيفن تيكل»، الذي يدير أحد المطاعم التي سبق لها وأن حصلت على نجمة «مييشلين» لأفضل مطاعم العالم، حيث يعتقد «تيكل» بأن تحويله إلى وجبة طعام والتهامه، يعتبر من أبرز الوسائل التي من الممكن أن تحد من تكاثره، وهو الأمر الذي قد يفيد البيئة – بحسب رأيهم.
ومن أبرز الأطباق التي يقوم الطهاة البريطانيون بإعدادها مع لحم «السناجب البريطانية»، أطباق الفطائر والكفتة، بالإضافة إلى المعكرونة والـ«لازانيا». وفي هذا الشأن، يقول «إيفان داونز»، وهو مدير أحد المطاعم الشهيرة في العاصمة لندن، إنه يُحضّر أحد الأطباق الشهية من خلال طهو متأنٍ لفخذ هذا الحيوان.
ويتابع «داونز»، أن الزبائن أصبحوا يبدون اهتماماً متزايداً بالأطباق التي تحتوي على لحم السناجب، لا سيما وسط من يرفضون أكل لحوم الحيوانات التي تم تعريضها للقتل دون أن يكون ثمة داع إلى ذلك، أما الأشخاص الذين تذوقوا لحم «السناجب الرمادية»، فهم يرون بدورهم، أن مذاقه يشبه إلى حد كبير مذاق لحم الأرانب، ويؤكدون أن لحمه يمتاز بمذاق طيب على غرار اللحوم البيضاء.