على مدى 10 سنوات، استطاع اللبناني فادي الديري جمع أكثر من 16 ألف توقيع من مشاهير عالميين تواصل معهم، فبات صاحب ثاني أكبر مجموعة تواقيع في العالم بعد المهراجا الهندي الذي يملك أكبر مجموعة تواقيع في العالم.
حول هذا الموضوع يقول فادي الديري لـ "سيدتي":
"بدأ الموضوع على شكل تحدّ بيني وبين زوجتي ناديا التي قلت لها بأنني سأشكوها إلى نيكولا ساركوزي (رئيس فرنسا السابق) إثر جدال حصل بيننا فقالت لي: حسناً. لم لا؟ اشكني له. وكان هذا خلال العام 2008، وأذكربأن الرئيس الفرنسي كان قادماً إلى لبنان مع وفد كبير في زيارة رسمية ، ولا أعلم لماذا خطر ببالي اسمه في ذلك الوقت، ربما لأنه كان قد تولّى الرئاسة حديثاً".
وأَضاف:
"راسلت ساركوزي من خلال البريد الالكتروني، وكانت الصدمة الكبرى في حياتي بعد أسبوعين بأنه أرسل لي صورته موقّعة بيده... وقتها، كنت في العمل، اتصلت زوجتي بي وقالت لي بأن أمراً غريباً قد حصل فسألتها ما هو، فأجابت بأن ساركوزي أرسل لي رداً. لم أصدق ما سمعت وعندما وصلت إلى البيت فتحت الرسالة وكانت مفاجأة حياتي، وأّذكر وقتها بأنني أقمت احتفالاً عائلياً ضخماً جداً نظراً لأهمية الحدث.
ومن بعد هذه الرسالة، بدأت رحلة التواصل الطويلة مع المشاهير لأنني شعرت بأن لا شيء مستحيل، وكانت الدائرة تكبر يوماً بعد يوم بفضل إرادتي وعزيمتي على متابعة هذا المشوار الجميل، فراسلت رؤساء جمهوريات، ملوكاً، وزراء،رياضيين،ممثلين، فنانين،ملكات جمال، نجوم مسرح وسينما... حتى روّاد الفضاء أمثال نيل أرمسترونغ الذي أرسل لي رداً.
لم أكتفِ بالمشاهير الذكور فقط بل ضمّت الرحلة أيضاً إناثاً عالميات في عدة ميادين ومجالات، لم أترك مشهوراً ومشهورة أينما كان في الكرة الأرضية إلا وراسلته وتابعته لأيام عديدة حتى أحصل على الرد ، ولا أخفي سراً إذا قلت بأنني حصلت على أغراض شخصية ثمينة جداً من المشاهير كالقفاز الذي أرسله لي الملاكم العالمي محمد علي كلاي بواسطة ابنته ليلى وصديق لي في أميركا".
وحول شعوره اليوم بالإنجاز العظيم الذي حققه، يشير الديري إلى أنه فخور جداً لأنه تمكّن خلال هذه السنوات الطويلة من بناء شبكة علاقات لا توصف مع مشاهير العالم ونجح في جمع ما يقارب الـ 16 ألف توقيع ما بين صور وكتب ولوحات ومخطوطات ورسائل..."ودون أن أخطّط دخل هذا العدد من التواقيع في سباق عالمي وأصبحت اليوم صاحب ثاني أكبر مجموعة تواقيع في العالم".
وأضاف فادي الديري:
"اليوم، تحقّق الحلم واكتملت المجموعة التي لا مكان يتّسع لها، وما زلت أراسل الشخصيات والمشاهير ولكنني أعتبر بأني وصلت إلى مرحلة الاكتفاء والرضى الذاتي، خاصة وأنني أملك عدّة تواقيع ورسائل لشخصية واحدة...
لا شكّ أن هذا الأمر أثّر إيجابياً في مسار حياتي ويومياتي وعلاقاتي ومخططاتي المستقبلية ... فكنت أخصّص يومياً حوالي 5 ساعات لمراسلة المشاهير وأتابعهم حتى أحصل على الردّ، وكنت أتسلّم يومياً ما بين 10 إلى 20 رسالة، حتى نشأت بيني وبين سعاة البريد صداقة، فحفظوا عنوان منزلي، وهم يتواصلون معي يومياً للتنسيق بشأن الرسائل. واليوم، باتت بعض التواقيع تأتيني من الأًصدقاء الذين يتحمّسون معي إلى أٌقصى الحدود.
بدأ الأمر كهواية ومن ثم تحوّل إلى شغف وحب كبيرين، وهذا إرث مهم وثمين جداً سأتركه لابنيّ من بعدي لأنهما يعلمان كيف يقدّرانه تماماً. فالبحث اليومي عن مواقع رؤساء جمهوريات العالم وقادتها، الكتاب والفنانين والأدباء والرياضيين والممثلين... دفعني إلى التوسّع برسائلي ومراسلة هؤلاء أيضاً، فالبحث على الإنترنت والتواصل مع المشاهير أمر في غاية السرور والمتعة، لقد تواصلت مع مشاهير كنت أسمع عنهم فقط عبر وسائل الإعلام".
وعن أبرز الأسماء التي تضمّها المجموعة، يذكر الديري :جورج بوش،بيل كلينتون، محمد علي كلاي، دولوريس فرانش ،إليزابيث بلاكبورن ،جوليا لوبلان ،مايكل دي وولف ،جون كيري الذي وجّه لي دعوة شخصية ولزوجتي لزيارة الولايات المتحدة،طوني بلير،المغنية شير، جون ترافولتا، مارادونا، رونالدو، بيليه، انجيلا ميركل،التون جون، جوني ديب، نيل ارمسترونغ،حكّام ولايات أميركية...) الأسماء لا تعدّ ولا تحصى.
كما حالفني الحظ في الحصول على مجموعة مهمة، أبرزها 3 رسائل بخط يد الفنان فريد الأطرش، ورسالة موقعة من الرئيس جمال عبد الناصر، وأخرى بيد الرئيس لويس فيليب، وتواقيع لرؤساء جمهورية لبنان السابقين أمثال كميل شمعون وشارل حلو وفؤاد شهاب.
وختم فادي الديري حديثه قائلاً بأنه يطمح مستقبلاً إلى تخصيص مكان لهذه المجموعة الضخمة خاصة وأن الصناديق والخزائن في المنزل لم تعد كافية لاحتوائها.