عند الحديث - أو حتى تخيل – أي مواجهة بيننا نحن بني البشر، وبين القطط المفترسة الكبيرة، مثل الأسود والنمور والفهود، سوف تكون النتيجة دائماً بمصلحة هذه الحيوانات الذكية والقوية، التي تتفوق علينا جسدياً بشكل هائل، كما أن غريزة الإفتراس لديها تضاهي التي لدينا بمئات وربما آلاف المرات. إلا أن عداءً أمريكياً، كسر القاعدة تماماً خلال الفترة الماضية، عندما قلب الموازين ونتيجة هذه المواجهة الخطيرة لصالحه.
ونقلاً عن صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، ذكر موقع «روسيا اليوم»، بأن رياضياً أمريكياً عداءً – لم يتم الكشف عن هويته - تمكن بحادثة فريدة من نوعها، أن يُجهز على «أسد جبال وقتله خنقاً»، بعد أن هاجمه من الخلف فجأة، خلال ممارسته الرياضة في محمية طبيعية في ولاية «كولورادو«، حيث قام الرياضي الشجاع، بمصارعة «الأسد الأمريكي»، قبل أن يتمكن منه.
وجرت الحادثة بينما كان العداء الشاب يجري في منطقة جبلية من مقاطعة «لاريمير كانتري Larimer County»، حيث سمع صوتاً يقترب بسرعة من خلفه، ليلتفت العداء ويرى أن أسد جبل أمريكياً يافعاً كان يترصد به. وعلى الرغم من محاولات الرياضي إخافة الأسد وإبعاده، إلا أن الحيوان المفترس كان قد هاجمه وبدأ اشتباك شرس بين الطرفين. ومع تأزم الموقف، شعر الرياضي سريعاً أنه في صراع جدي من أجل البقاء.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أنه وخلال هذه «المعركة»، قام الرياضي الأمريكي باستخدام حجر لضرب الأسد على رأسه بعد أن أطبق الأخير بفكيه القويتين على ذراع الشاب، ما أتاح الفرصة للأخير للقيام بهجوم مضاد ويمسك بعنق الأسد في حركة محكمة أدت إلى انقطاع تنفسه واختناقه حتى الموت.
المسؤولون الرسميون في ولاية «كولورادو»، كانوا قد أكدوا ما حدث مع الرياضي نهار الإثنين الماضي 4 شباط / فبراير 2019، على ممر «ويست ريدج» في منطقة «هورسبون ماونتين أوبن سبيس» بالقرب من مدينة «فورت كولينز»، كما أبدوا انبهارهم بالقصة الغريبة التي تمكن العداء فيها من إنقاذ نفسه دون حيازة سلاح ناري أو خنجر. مؤكدين أنه من النادر جداً أن تحصل هذه المواجهات بين أسود الجبال والبشر في الولاية. كما تحدثت تقارير إعلامية عن إصابة الرياضي بجروح خطيرة إثر هجوم الأسد، توزعت في وجهه وساعديه وظهره وساقيه، حيث يخضع حاليا للعلاج الطبي اللازم.
ومن الجدير بالذكر، أن القارتين الأمريكتين، تعتبران الموطن الأصلي لـ«أسد الجبال الأمريكي»، أو المعروف باسم الـ«كوجر»، وتمتد مناطق انتشاره من إقليم «يوكون» الكندي شمالاً، وحتى جبال الـ«أنديز» جنوباً. وهو يعتبر ثاني أكبر الأنواع في فصيلة الـ«سنوريات» من حيث الوزن في نصف الأرض الغربي.
ويحترم السكان الأصليون للقارتين الأمريكيتين أسد الجبال، ويعتبرونه حيواناً قوياً ونبيلاً، حيث يُعتقد أن مدينة الـ«إنكا» القديمة الموجودة في البيرو، قد تم تشيديها على شكل أسد جبال، كما كان الـ«كوجر» يدخل في أسماء الناس وأسماء المناطق هناك. أما قبائل الـ«موتشي» القديمة، الذين سكنوا شمال البيرو، فقد كانوا يضعون رسم أسد الجبال على أوانيهم الخزفية.
وفي مناطق قارة أمريكا الشمالية، ظهرت أساطير أسود الجبال في الحكايات الشعبية القديمة لقبائل الأمريكيين الأصليين، أما بالنسبة لقبيلة الـ«أباتشي» الشهيرة التي سكنت ولاية «أريزونا» بالولايات المتحدة الأمريكية، فإن صوت أسد الجبال يمثل نذيراً بالموت.