في مدارسنا في كل مكان، طلاب من نوعيَّة شديدة الخصوصيَّة يطلق عليهم «طلاب صعوبات التعلم»، وصعوبة التعلم كالمرض المزمن تبقى مع الإنسان بقية حياته، ولكن تخف أعراضه إن وجد خدمات مساندة له، ومن المهم جداً أن نعي أنَّ صعوبات التعلم لا تعني أنَّ الطِّفل غبيّ، بل قد يكون الشَّخص المصاب عبقريّاً لكنَّه بحاجة لوسائل تعليميَّة مختلفة ورعاية خاصَّة.
«سيِّدتي نت» في التقرير التَّالي يعرض نبذة عن هؤلاء الطُّلاب ومعاناتهم في المدارس التي تتجدد كل عام.
بدايةً تخبرنا هيفاء الفقيه المختصة بعلوم صعوبات التعلم عن ماهية هذا المفهوم قائلة: «هو مصطلح عام يصف التحديات التي تواجه الأطفال ضمن عمليَّات التعلم، وأغلبية هؤلاء الطلاب أسوياء إلا فئة منهم تكون مصابة بإعاقة جسديَّة أو نفسيَّة، لكنَّهم يظهرون صعوبة في بعض العمليَّات المتَّصلة بالتعلم كالفهم والتفكير، أو الإدراك، أو الانتباه، أو القراءة، أو الكتابة، أو التهجي، أو النطق، أو العمليَّات الحسابيَّة».
وتتلَّخص معاناة طلاب صعوبات التعلم بالتالي:
1. من ينتمون لفئة صعوبات التعلم مظلومون من قِبَل المجتمع، فمظهرهم لا يصنِّفهم ضمن أيّ فئة من فئات الإعاقة كالصم أو المكفوفين أو حتى التخلُّف العقليّ، وقد منَّ الله عليهم بميِّزة المظهر السويّ، وهذا ما يجعل البعض لا يصدق أنَّهم يعانون من خلل في إحدى وظائف المخ التي تمنعهم من فهم بعض المواد فهماً سليماً كالرياضيات والقراءة التي ترتكز عليها بقيَّة المواد، وهذه أولى معاناة هذه الفئة، فهم يعانون حتى يتفهَّم المجتمع أنَّهم فئة يجب أن تُعامل معاملة خاصَّة، ويجب أن يتلقوا تعليماً خاصاً يليق بقدراتهم العقليَّة، حيث إنَّ المخ لديهم لا يوصل الإشارات ويستقبلها كما الشخص العاديّ، فمثلاً الحروف لا يرونها بشكل عاديّ كما نراها نحن، بل يرونها أحيانًا بشكل مقلوب أو تتراقص أمامهم، وهذا ما يسمى (ديسلسكيا) أي عسر القراءة.
2. أهلهم وذووهم لا يتقبَّلون أنَّ أطفالهم لديهم مشكلة، فبعض الأهل يصرُّون على أنَّهم طبيعيُّون، ويصرُّون على تعليمهم كبقيَّة الأطفال العاديين، ويرفضون إلحاقهم ببرامج التربية الخاصَّة، مما يحرمهم فرصة لتعليمهم بشكل أفضل، وقد يقتنع ويسلِّم الأهل بأنَّ طفلهم لديه مشكلة بعد أن يعيد السنة أكثر من مرَّة، وبعد أن تفوته فرصة التعليم في برامج التربية الخاصَّة منذ البداية.
3. عدم وجود اختبارات تشخيصيَّة مبكِّرة في مراحل ما قبل الدراسة، فتجد أنَّ أهل الطِّفل ومعلِّميه لا يكتشفون أنَّ لديه صعوبة تعلم إلا بعد أن يعيد السنة أو تواجهه كلمات محبطة، ككلمتي غبي وكسلان، فلو طبِّقت مقاييس الذكاء على الطّالب الذي يلتحق بالمدرسة، لصنف حسب قدراته الفعليَّة، وتجنَّب هذه العبارات التي تحطِّمه معنوياً ونفسياً.
4. كما تعاني هذه الفئة من عدم توفُّر فصول لهم في المرحلة المتوسِّطة والثانويَّة، «مع العلم أنَّه الآن بدأ التوجُّه لفتح غرف مصادر في المرحلة المتوسِّطة، ولكن بشكل بسيط، ولا يغطِّي أعداد الطُّلاب»، فالطَّالب ذو صعوبات التعلم الذي يخدمه حظَّه ويتلقَّى تعليماً في غرفة المصادر في مرحلة الابتدائيّ يفاجأ في المرحلة المتوسِّطة بعدم وجود خدمات خاصَّة تُقدَّم له.