في ظل التطورات الذي يشهدها العصر، وتأثير السوشيال ميديا الطاغي علينا، أصبح الحب ينشأ ويستمرُّ على مواقع السوشيال ميديا؛ البعض منها ينتهي بالتتويج بالزواج، فيما تظل النسبة الكبرى من تلك العلاقات عابرة، ويمكن وصف البعض منها بالخطرة والتي قد تسير مجرياتها بسيناريو غير متوقع.
عن علاقات الحب الإلكتروني، تشير الكاتبة والإعلامية سارة عبدالله، إلى أن الحب موجود منذ بدء البشرية، عندما أحبَّ أبونا آدم أمَّنا حواء واستمرَّ عبرَ العصور، مما جعل طرقَ التعبير عنه مختلفةً في أشكالها، فبدأت بالنقشِ على الحجر، ووصلتْ في عصرنا الحالي إلى نوعٍ جديد يُسَمَّى الحب الإلكتروني؛ فيتمُّ التعرفُ بين الجنسين خلاله عبر مواقع السوشيال ميديا، وتبدأ علاقتهما، لكن أنا شخصيًّا لا أؤمن بهذا الحب؛ لأنني لا أعتقد أن هناك حبًّا حقيقيًّا ممكن أن يقومَ دون ثقة، وثقتُنا مبنيَّة على معرفة حقيقة الشخص، وأقلّها رؤية سلوكه وأفكاره وتصرفاته في المواقف أيضًا، بينما مواقع السوشيال ميديا لا تُظهر أيًّا من ذلك، بل لا تُظهر سوى ما يودُّ الشخصُ إظهارَه لك، وقد يبيِّن نفسَه ملاكًا وهو عكس ذلك تمامًا».
كما أن مبادرة النساء بالكشف عن حبِّهنَّ للرجال عبر تلك المواقع، غير مقبول وقالت: «الطرف الذي يجب أن يبادرَ بالتعبير عن الحب -من وجهة نظري- هو الرجل؛ لأن المرأة يجب أن تتحلَّى بالكبرياء، وأن تتأنَّى قبل التجاوب؛ لأن المجتمعَ الشرقي عمومًا لا يتقبَّلُ فكرةَ عرضِ المرأة لمشاعرها، مما قد ينعكس سلبًا على العلاقة بينها وبين الطرف الآخر، ولكن يبدأ دورُ المرأةِ في المبادرة فيما بعد، فمثلاً إن حصلت مشكلةٌ بينها وبين الطرف الآخر يمكن أن تتنازلَ وتبادرَ بالصلح».