ترفض العديد من الزَّوجات السَّكن مع أهل الزَّوج حتى لو خُصص لهنَّ جناح مستقل في المنزل، فبعضهنَّ يقبلن في البداية، ولكنهنَّ بعد ذلك يبدأن بتدبير الخطط للاستقلال بحياتهنَّ بعيداً عنهم، وأخريات يخضعن للأمر الواقع، ويكملن حياتهنَّ معهم.
احتالت فاستقلَّت
تعترف «أم نجود»، وهي ربَّة بيت، بتفننها بافتعال المشاكل، وإقناع زوجها بأنَّها على حق؛ حتى استطاعت أن تستقل بشقَّة خاصَّة بها، حيث تقول: «لم أكن أرغب أن أسكن مع أهل زوجي، ولكن أصرَّت والدة زوجي على ذلك بحجَّة أنَّ راتب ابنها قليل، ووافقت على ذلك حتى تتم مراسم الزَّواج، وبعدها بدأت بالتَّخطيط والتَّدبير كيف أستقلُّ بحياتي بعيداً عنهم؟ وأصبحت ألتزم جناحي ولا أخرج منه لأيام عديدة، وعندما يسألني زوجي أقول: «إن شقيقاتك يكرهن وجودي معهن»، وغيرها من الأمور، لكنَّه في البداية لم يهتم، وأصبحت أبكي وأحبس أنفاسي في غرفتي، وعندما يحضر ضيوف لا أخرج للسَّلام عليهم؛ ما جعل أهل زوجي يتضايقون من تصرُّفاتي؛ حتى اضطر زوجي إلى أن نسكن بمنزل خاص بنا».
صبرت فاستقلَّت
وتقول الموظَّفة في إحدى القطاعات الخاصَّة «أم نسيل»: «منذ أن تقدَّم لي والد نسيل، كان شرط أهله أن أسكن معهم في نفس المنزل؛ لأنَّ مستواهم الماديّ ممتاز ومنزلهم كبير، وخصصوا لي جناحاً، لكنني لم أكن راضية عن ذلك، وأهلي أقنعوني بالموافقة، وبالفعل تزوَّجت وأنجبت ثلاث بنات، وطلبت من زوجي أن نخرج من المنزل، أو يتم زيادة عدد الغرف؛ لأنَّ بناتي بدأن يكبرن، وكان في نفس الطَّابق الذي أسكن فيه غرفتان لشقيقاته اللاتي تزوَّجن، واقترحت عليه أن نضمهما إلى جناحنا لتخصيصهما لبناتي، وأعجبته الفكرة، وعندما ناقش والديه، رفضت والدة زوجي، وحدثت مشكلة كبيرة، واتَّهمتني بأنني أخطط لأخذ الدور العلويّ بأكمله، وطلب زوجي أن أصبر؛ ومعاملة زوجي الحسنة معي جعلتني أنتظر، والحمد لله تمكَّن من بناء منزل خاص بنا واستقلَّت حياتنا».
أجد متعه بالسَّكن معهم
ومن خلال تجربة «أم لين»، وهي ربَّة بيت، فإنَّها تقول: «تزوَّجت منذ 7 سنوات، وعشت في منزل أهل زوجي، والحمدلله لم أشعر يوماً أنني مقيَّدة بمن معي؛ لأنَّهم اعتادوا مني أن أجلس معهم في أوقات محددة، وأذهب أنا وزوجي وابنتي وأسافر ولا أشعر بالتقيُّد بهم، ولكن تتغيَّر بعض مواعيد زيارتي لأهلي أو صديقاتي وفقاً لأهميَّة الضُّيوف الذين يزورون أهل زوجي».
رفضت العيش معهم
تقول الطَّالبة الجامعيَّة «هناء»: «اتفقت مع زوجي بعد عقد النِّكاح أن نؤجِّل الزَّواج إلى أن يُنهي تجهيز عش الزوجيَّة؛ لأنني رفضت أن أعيش مع أهله، فأنا أريد الاستقلال بحياتي الزوجيَّة منذ البداية، وأنصح الفتيات المقبلات على الزَّواج بأن يطلبن الاستقلال بحياتهنَّ بعيداً عن أسرهن سواء أهل الزَّوج أو أهل الزَّوجة؛ حتى تقلّ المشاكل والتفرُّق بين العائلات، فالزَّوجات وأهل الزَّوج للأسف في كثير من الأحيان يقومون بتفريق الأهل؛ بسبب خلافاتهم على أمور تافهة».
مع الاستقلال
قالت الإعلاميَّة «نجلاء خريبط»: «أنا مع الاستقلال بالسَّكن منذ بداية الارتباط، بل قبل عقد القران، إذ يجب أن يكون عش الزوجيَّة مستقلاً ولو بأقل الإمكانات؛ حفاظاً على الخصوصيَّة، ومن ليس لديهم القدرة الماديَّة، فمن الأفضل أن يؤجلوا الزَّواج إلى حين التمكُّن من توفير جميع متطلَّباته المعنويَّة والماديَّة؛ للحدِّ من تحايل البعض للاستقلال».
وترى أول مصوِّرة رياضيَّة سعودية «منال الدباغ» أنَّه من حق المرأة الاستقلال بحياتها، وبحثها عن منزل خاص بها، وهذا لا يعدُّ تحايلاً، وتقول: «من وجهة نظري، لا يوجد أيّ تحايل من النَّاحية الاجتماعيَّة، وإنَّما هي اتفاقيَّات بين الطَّرفين لتيسير الحال، وأيّ فتاة تحلم بأن يكون لها مملكة خاصَّة بها تكون هي ملكة هذا العش الصَّغير».
وتقول الإعلاميَّة «ناهد الأغا» إنَّ المرأة المتزوِّجة خرجت من بيت أهلها معززة مكرَّمة إلى بيت آخر، وحياة جديدة، فهي ترسم لنفسها أحلاماً ليست كالأحلام التي تجول بخاطرها وهي صغيرة، ولأنَّها كبرت وتزوَّجت، فهي تفضِّل أن تكوِّن أسرة وعالماً آخر مستقلاً، تريد أطفالاً لا يشاركها أحد في تربيتهم، ومملكة تتربَّع فيها هي أولاً».
الزَّوجات يتحججن
يلوم الفنَّان «محمد المنصور» النِّساء، ويقول: «للأسف هذا شرط كثير من الفتيات وأهلهنَّ عندما تخطب ابنتهم، وهو أن تسكن بمنزل خاص بها بعيداً عن أهل الزَّوج، وأنا لست ضد الفكرة، ولكن يجب ألا يشترطوا إلا في حال وجود مشاكل».
يعتقد الفنَّان «محمد الفدعاني» أنَّ المرأة نرجسيَّة، وتحب أن يكون لها مملكتها الخاصَّة بها، ولكن الظُّروف تأتي عكس تيارها أحياناً إمَّا لرغبة أهل الزَّوج ببقاء ابنهم بينهم، أو لظروف ماديَّة، أو بعض الظُّروف التي تجبرهم على البقاء في منزل عائلة الزَّوج، وهذا ما يجعلها تحارب وتخلق أجواء الصِّراعات، وانتهاز أيّ فرصة للفوز بحلم مملكتها الخاصَّة.
رأي اجتماعيّ
ترى الأخصائيَّة الاجتماعيَّة «منال أحمد» من كليَّة العلوم أنَّ الأزواج الذين سيسكنون مع أهل الزَّوج لابدَّ لهم أن يكونوا على دراية بكيفيَّة التَّعامل معهم، ومحاولة، قدر المستطاع، عدم إدخالهم في تفاصيل الحياة الزوجيَّة اليوميَّة؛ حتى لا تحدث الكثير من الصدامات فيما بينهم؛ لذا يجب أن يحاول كل زوجين يعيشان مع أهل الزَّوج الاستقرار بحياتهما وتكييف ظروفهما، وأن يضعا حدوداً لتدخُّل أهل الزَّوج في بعض الأمور التي تخصُّهما.