المرأة العاملة خلف المكتب، قد تتعرّض لبعض المشاكل الصحية نتيجة قلة الحركة، أبرزها زيادة الوزن التي تؤثر بدورها على أعضاء الجسم كافة، وربما تفضي إلى أمراض خطيرة مثل أمراض القلب والشرايين، والسكري، والسرطان وسواها.
رئيسة نقابة اختصاصيي التغذية في لبنان، كريستال بشّي جدعون، تطلع قارئات "سيدتي نت" على أهم السبل التي يجب أن تعتمدها المرأة العاملة في المكاتب، لتجنّب السمنة والوقاية من الأمراض التي يمكن أن تصاحبها، من خلال الموضوع الآتي:
تحضير الطعام في المنزل
تقول كريستال بداية: "صحيح أنّ المرأة العاملة ليس لديها متّسع من الوقت كونها تعمل بدوامين؛ دوام العمل ودوام البيت، حيث من ناحية، عليها الاهتمام بوظيفتها ومن ناحية ثانية يتوجب عليها الاهتمام بشؤون منزلها. وصحيح أنّ نهارها مليء بالمهمات، لكن عليها إيجاد ساعة أو ساعتين لتهتم بنفسها وبصحتها.
لعل أول شيء يتطلب منها القيام به، هو اتّباع نظام غذائي سليم مع ممارسة الرياضة. ولكي تحصل على أفضل نتيجة في الحياة وخصوصًا في ظل نهارها المليء، عليها أن تحدد خياراتها واستعداداتها قبل يوم واحد (مثلًا ماذا سآخذ معي في الغد من وجبة صحية؟). وإذا لم تستطع تحضير الطعام كل يوم، عليها في فترة عطلة نهاية الأسبوع أن تحضّر طعامها لأسبوع كامل. لكن نحن بالإجمال نقول من أجل سلامة الغذاء من غير المسموح أن تغسل الخضر وتوضع في البراد، بل يجب أن تُغسل قبل تناولها مباشرة. ولكن عندما لا يكون للمرأة متسع من الوقت لتحضير الخضر، عليها أن تحضرها في العطلة شرط أن تضعها في البراد وتقوم بتغطيتها بفوطة من القماش وهكذا يكون الطعام الصحي في متناول يديها خلال الأسبوع".
وحول الأشياء التي يجب أن تحضرها المرأة مسبّقًا تقول الاختصاصية كريستال: "واحدة من الأشياء الأساسية هي أن تتعلم المرأة استعمال الفريزر، فهي تسهّل عبء الحياة في حفظ المأكولات، حيث يمكن أن تضع فيها اللحم المفروم مع البصل والثوم المقشّر، وتقسيم اللحوم ووضعها بأكياس، كما حفظ البندورة مقشرة ومقطعة داخل أكياس، وهي من العناصر التي تحتاجها المرأة باستمرار في الطهو، كذلك تفريز بعض الخضر مثل اللوبياء والفاصولياء، باعتماد التقنية الصحية التي تقضي بغلي الماء ومن ثمَّ وضع الخضر لمدة معينة في داخله بحسب نوعها، ثمَّ نقلها إلى داخل وعاء من الماء البارد. هذه الطريقة تضمن عدم توقف عمل الأنزيمات وتضمن بقاء مستويات الفيتامينات والمعادن واللون والطعم إلى وقت طويل.
وبهذه الطريقة يصبح تحضير الطبخة لا يحتاج سوى إلى وقت قصير، ما يجعل المرأة العاملة قادرة على اصطحاب وجبتها الصحية معها من المنزل إلى المكتب".
الوجبات الخفيفة أو السناك
تؤكد الاختصاصية كريستال أنّ "المرأة العاملة خلال نهار عملها يجب أن تأكل وجبات خفيفة، ولا يجب أن تترك نفسها من دون طعام، لأنه عندما ينتهي النهار وبعد إنجاز كل الأعمال ويخلد أولادها إلى النوم، سوف تشعر بالجوع الشديد. من هنا أهمية تناولها لثلاث وجبات خفيفة خلال النهار لتجنّب وجبات المساء الضخمة. علمًا أنّ هناك (سناك) يمكن تحضيره من قبل ولا يتعرض للتلف مثل الفواكه، الكورن فلكس من دون إضافات، والخبز بالحليب، وألواح الحبوب (سيريال بارز)، والمكسرات النيئة (الجوز واللوز والكاجو...)، والفواكه المجففة (الزبيب، الكرانبيري...)، وبعض الخضر مثل الجزر والخيار.
جميع هذه الأنواع قليلة الوحدات الحرارية ولا تحتاج إلى براد لحفظها، لذا، يمكن اصطحابها إلى المكتب وتناولها لتقليل حدّة الشعور بالجوع".
الرياضة
تقول الاختصاصية كريستال متابعة: "عند الحديث عن الرياضة، غالبًا ما تنتفض المرأة العاملة لتعلن عن عدم وجود متسع للوقت لديها لممارسة التمارين الرياضية. علمًا أنها لا تحتاج إلى مزاولة الرياضة لوقت طويل أو لساعات طويلة، بل تحتاج إلى الانتظام في المزاولة، ولوقت قصير يوميًّا لتصبح الكتلة العضلية في الجسم أكبر فتقضي على الدهون. والعضل يساعد الجسم على حرق الوحدات الحرارية على نحو أكبر.
المطلوب هو مزاولة الرياضة من 5-10 دقائق في اليوم، كما صعود ونزول السلالم من دون استعمال المصعد.
توجد أنواع مختلفة من الرياضات التي يسهل القيام في المكتب، مثل السكواتش التي تعتمد على وزن الجسم، ويمكن الاستعانة بتطبيقات على الهاتف لمزاولة التمارين الرياضية برفقة مدرّب خاص، وهي مفيدة جدًّا للحفاظ على الوزن والصحة".