يوافق يوم 21 فبراير من كل عام ذكرى اليوم العالمي للطالب، حيث يتذكر طلاب العالم في مثل هذا اليوم كيف تضامنت الحركات الطلابية في العالم مع حركة الطلاب بمصر، حيث انطلقت المظاهرات بجميع أنحاء العالم تضامنًا مع طلاب جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة»، وانتقلت المظاهرات من الجامعة لقصر عابدين، مقر الحكم الملكي في يوم ٩ فبراير ١٩٤٦، للمطالبة بجلاء الإنجليز، ووقف المفاوضات الهزلية بينهم والحكومة المصرية.
ووصلت المظاهرات لكوبري عباس -الذي كان لا يفتح سوى لمرور السفن أسفله- حيث قامت الشرطة بفتحه؛ بناءً على أمر رئيس الوزراء ووزير الداخلية «محمود فهمي النقراشي باشا»، مما أدى إلى سقوط الطلاب في النيل وغرق البعض منهم، ومحاصرة الباقي على الكوبري، وإطلاق الرصاص عليهم، والقبض على الناجين منهم، تلك الأحداث صورت في فيلم (في بيتنا رجل) من تأليف إحسان عبد القدوس، وأخرجه هنري بركات.
كيف بدأت قصة يوم الطالب العالمي؟
عندما شكّل محمود فهمي النقراشي باشا الحكومة في 24 فبراير 1945، محاولًا إعادة فتح باب المفاوضات مرة أخرى مع بريطانيا حول الجلاء، وكان الشعب المصري يأمل بالاستقلال بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتأسيس منظمة الأمم المتحدة، التي تلعب دورًا مناصرًا للشعوب ومصيرها، ولكن بريطانيا مازالت ثابتة على معاهدة الصداقة والتحالف التي عقدتها مع مصر في عام 1936، والتي أعطت مصر استقلالًا منقوصًا، مما أشعل مظاهرات للطلاب في كل أنحاء مصر، والتي تطلب الجلاء وقطع المفاوضات.
وفي 9 فبراير 1946، تم عقد مؤتمر من قبل اللجنة التنفيذية العليا للطلبة بجامعة فؤاد الأول، وهي بمثابة الاتحاد العام للطلاب لمناقشة حال البلاد تحت الاحتلال، والذي شارك فيه الكثير من طلاب المعاهد والمدارس، وهاجم المؤتمر مبدأ الدفاع المشترك مع بريطانيا تحت معنى الحماية الاستعمارية، حيث اعتبرت المفاوضات من أعمال الخيانة التي يجب وقفها، وطالب بإلغاء معاهدة 1936، واتفاقيتي 1899 الخاصة بالسودان، وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا، من ثم خرجت من الجامعة أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية.