افتُتحت عروض اليوم الثاني من أسبوع باريس للملابس الجاهزة بعرض للمصممة الفرنسية الشابة "مارين سار" Marine Serre ، التي تلقب بـ "نجمة الموضة الفرنسية الصاعدة"، وبالأخص منذ حازت سنة 2017 جائزة "إل في أم إش"، بحضور أشهر مصممي الأزياء، ومن بينهم الراحل كارل لاغرفيلد. وقد سطع نجمها السنة الماضية في أول عرض رسمي لها، حيث كسرت تقاليد الموضة من خلال أزياء حملت شحنة شخصية قوية. وها هي اليوم تكرس تفردها من خلال أزياء فوضوية ذات نمط غرائبي في تفاصيلها وقصاتها، حيث ظهرت العارضات بأقنعة غطت وجوههنّ، وبأزياء لصيقة بالجسم، بعضها مطبوعة برسمة الهلال، وهو الرمز المفضل لهذه المصممة، وأخرى مستوحاة من عالم الفضاء تجسدت في معاطف جلدية وبلوزات منتفخة. وتخصصت هذه المصممة منذ بداياتها بإعادة تدوير الأقمشة وإعادة استعمالها في الأزياء التي تصممها. فهي من أكثر المصممين نضالًا من أجل حماية البيئة. ولعل هذا هو ما يفسر رمزية الأقنعة التي غطت وجوه العارضات، وكذلك اختيارها لمنطقة صناعية لتكون مسرحًا لعرضها.
في أجواء مغايرة تمامًا، قدّمت دار "كريستيان ديور"Christian Diorعرضها في قلب متحف "رودان" Rodin ، وجاءت تصاميم "ماريا غرازيا شيوري" في غاية الأنوثة، حيث استوحيت بعض تفاصيلها من موضة Teddy Girls التي ظهرت في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، وتجسد ذلك في البذلات ذات القصات الرجالية والسترات الجلدية التي نُسقت بقبعات جلدية Bucket Hat كانت رائجة بقوة في الخمسينيات والستينيات. كما وجهت المصممة تحية خاصة إلى مؤسسة كريستيان ديور، من خلال تايورات البار tailleur Bar. وطغت على العرض الأقمشة الشتوية المطبوعة بالمربعات التي صُنعت منها المعاطف والجاكيتات التي نُسقت ببنطالونات عريضة ومتوسطة الطول، والتي يُرتقب أن تكون من أبرز صيحات الموضة في الشتاء المقبل. أما من حيث الألوان، فقد غلب على العرض اللون الرمادي.
من جهتها، قدمت دار "كوشييه" Koché عرضا شتويًّا بامتياز، حيث غلبت على أزيائها الخامات الصوفية والمخملية.وجاء العرض غنيًّا بالألوان الصارخة، كالأحمر والبرتقالي. أما القصات، فتميزت بعدم تناسقها، لكنها لم تخلُ من الأفكار الجريئة والمبتكرة.
واختتم هذا اليوم الثاني من العروض بعرض دار "سان لوران" الذي كرّس من خلاله أنطوني فاكاريلو Anthony Vaccarello أسلوبه وبصمته من خلال أزياء في غاية الأناقة والأنوثة. وكان لافتا فيها البذلات التي غلب عليها اللون الأسود، والجاكتات المصنوعة تارة من الجلد وتارة أخرى من قماش الترتر، والتي جاءت محددة على مستوى الأكتاف، وقد نُسقت بشورتات قصيرة مصنوعة من الأقمشة الملونة التي تنوعت ما بين الأحمر والأخضر. كما طغت على العرض تنانير متوسطة الطول مزينة بكشاكش جلدية، وأخرى زُينت حوافها بالفرو، ونُسقت بأحذية جلدية عالية وبقبعات أضفت المزيد من الأناقة على أزياء العرض.