قد تتبعين أي نظام رجيم بهدف خسارة الوزن، وتُداومين على ممارسة الرياضة، بيد أنّ ذلك لا ينعكس خفضًا في أرقام الميزان أسبوعًا بعد أسبوع، إذ لا يبدو أنَّ هذا الرقم على الميزان يتزحزح. فما الأمر؟
هناك احتمال أنَّكِ "تغشِّين" في حصص الطعام، أو أنَّ التمرينات الرياضيَّة التي تؤدينها ليست شديدة كما تعتقدين، ولكن إذا كنتِ مُتأكِّدة أنَّكِ تتبعين الرجيم بحذافيره، فهناك احتمال آخر:
قد تكون حالتكِ الصحيَّة مسؤولة عن مشكلة وزنِك، ويجدر بكِ علاج هذ الأمر أوَّلًا قبل الشروع في رحلة إنقاص الوزن. كما أنّ التقدُّم في السنِّ مسؤول أيضًا، إذ يميل الناس إلى اكتساب الوزن مع تقدُّم أعمارهم، ولأسباب غير معروفة.
أمراض مسؤولة
تتعدَّد الحالات الطبيَّة المسؤولة عن زيادة الوزن أو عرقلة أهداف الرجيم المخسِّس، وتشمل:
• القلق المزمن: ينتج جسم المصاب بالقلق المدمن مواد كيميائيَّة – مثل هرمون الكورتيزول – الذي يجعله أكثر احتمالًا لتخزين الدهون، وخصوصًا حول الخصر. علمًا أنَّ تمركز الوزن في هذه المنطقة يولِّد مشكلات صحيَّة خطيرة أكثر، مُقارنة بالوزن الزائد حول الوركين والفخذين.
• متلازمة "كوشينغ": تحدث هذه المتلازمة عندما تنتج الغدد الكظرية (الموجودة فوق كل كلية) الكثير من هرمون الكورتيزول، ما يؤدِّي إلى تراكم الدهون في الوجه وأعلى الظهر والبطن.
• قصور الغدة الدرقية: يدفع خمول الغدة الدرقية الجسم إلى القصور عن إنتاج هرمون الغدة الدرقية المُساعد في إحراق الدهون المخزَّنة. ونتيجة لذلك، يُصبح التمثيل الغذائي أبطأ، وسوف يخزِّن المصاب كمًّا من الدهون يتجاوز ذلك الذي يحرقه المرء، خصوصًا إذا كان هذا الأخير خمولًا.
• متلازمة المبيض المتعدد الكيسات PCOS: ينجم هذا المرض عن انتفاء التوازن الهرموني. عوارضه: نزيف الحيض غير المنتظم وحبّ الشباب والشعر الزائد في الوجه وتقلُّص كثافة الشعر وصعوبة الحمل وزيادة الوزن التي لا تنتج عن الإفراط في الطعام.
• "متلازمة اكس": تُسمَّى هذه الحالة أيضًا بـ"مقاومة الإنسولين" أو "فرط الإنسولين"، وهي تترافق مع زيادة الوزن. عندما يكون جسم المرء مقاومًا لهرمون الإنسولين، فهو يحول دون فعاليَّة الهرمونات الأخرى التي تُساعد في التحكُّم في عمليَّة الأيض.
• الكآبة: يلجأ كثيرٌ من الناس الذين يعانون الاكتئاب إلى تناول الطعام، للتخفيف من آلامهم العاطفيَّة.
• التغيُّرات الهرمونية في النساء: قد يكتسب بعض النساء الوزن في بعض الأحيان في حياتهنّ، وذلك عندما يكون هناك تغيُّر في الهرمونات، ولا سيَّما في المراحل الآتية: سنّ البلوغ والحمل وسنّ انقطاع الطمث.
وصفة طبية تتسبَّب بزيادة الوزن؟
لا يُعدُّ بعض الأمراض السبب الوحيد لاكتساب الوزن، فالأدوية قد تضطلع بذلك أيضًا، لا سيَّما تلك المستخدمة في علاج النوع الثاني من السكَّري، وتلك المضادة للذهان أو الفصام أو الاكتئاب، وحاصرات بيتا الموصوفة لرفع ضغط الدم وبعض أمراض القلب والهرمونات البديلة، وحبوب منع الحمل، والكورتيزون لحالات مثل الربو والذئبة ومضادات الصرع للسيطرة على نوباته. علمًا أنَّ الأسباب التي تجعل بعض الأدوية يتسبَّب في زيادة الوزن يمكن أن لا يكون معروفًا دائمًا. بالمُقابل، قد تؤدي الأدوية المضادة للذهان إلى زيادة الشهيَّة وخفض معدَّل الأيض (معدَّل إحراق الجسم للسعرات الحرارية). ويُعتقد أنّ حاصرات بيتا تُقلِّل معدَّل الأيض بمقدار 80 سعرة حرارية في اليوم. ويزيد العلاج بالهرمونات البديلة من مستوى هرمون الإستروجين في الجسم، الهرمون الذي يُخزِّن الدهون.
وعادةً ما تتسبَّب الأدوية بزيادة الوزن في صفوف الذكور والإناث، ولكن نظرًا إلى أنَّ الأخيرات يكتسبن الوزن بسهولة أكبر مقارنة بالذكور عمومًا، ويواجهن صعوبة أكبر في خسارته، فإنَّهن قد يلاحظن ذلك أكثر مقارنة بالذكور الذين يتناولون الدواء نفسه.
التواصل مع الطبيب
عند الشكِّ بوجود مشكلة في خسارة الوزن من جرَّاء حالة طبيَّة أو تعاطي دواء معيَّن، يجدر بالمرء التحدُّث إلى الطبيب. وتشمل نصائح خبراء التغذية الإضافيَّة، في هذا الإطار:
• مراقبة الوزن عن كثب.
• الامتناع عن التخلِّي عن النشاط البدني، على الرغم من صعوبة خسارة الوزن المكتسب.
تجدر الإشارة إلى أنَّ الطبيب يُساعد في تغيير العقاقير الموصوفة، كما نوع الرجيم المخسِّس، ويدعو إلى ممارسة المزيد من التمرينات الرياضيَّة. وقد يستغرق ما تقدَّم المزيد من الوقت للوصول إلى الهدف المنشود. في حال الإصابة بالسكَّري مثلًا، يقود تناول كمّ أقل من الطعام وممارسة المزيد من التمرينات إلى خفض نسبة السكر في الدم سريعًا، ولكن يجدر أن تتمَّ محاولة إنقاص الوزن، بإشراف طبِّي دقيق.