ما الذي قد تحتاجه فتاة صغيرة بعمر الثامنة، بكل تأكيد... «عائلة»، هذا كل ما تريده الصغيرة، والد تضع رأسها على كتفه وتنام أو تبكي أو تضحك أو تشاهد معه حلقة من مسلسل أو فيلم، لا يهم، المهم أن يكون موجوداً، تشعر بأنفاسه وقلبه وتسمع ضحكاته لها دائماً، وهذا كل ما كانت تريده الفتاة الأمريكية الصغيرة ذات الـ 8 أعوام، «أليساندرا».https://www.sayidaty.net/category/tags/مقطع-فيديو
كل ما كانت تريده.. أب
هذه القصة التي أثارت تعاطف الكثيرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي انتشر لها مقطع فيديو مؤثر للغاية، يُظهر الطفلة «أليساندرا»، وهي تطلب من زوج والدتها أن يكون «والدها» رسمياً، وأن يتبناها وتحمل اسمه، لم تكن وليدة اللحظة، ولا وليدة أيام أو شهور، بل هي تعود لعدة سنوات منذ أن كانت الطفلة الأمريكية لا تزال في أشهر حياتها الأولى.
وبحسب ما نشرته شبكة الـ«إيه بي سي نيوز abc news» الأمريكية، فإن «ليوناردو أفيلا»، زوج والدة الطفلة «أليساندرا»، كان قد عاش معها ومع والدتها «إنجيلا» في مدينة «ألاباستر» في ولاية «ألاباما» الأميركية، قبل أن تنتقل العائلة إلى ولاية «كارولينا الشمالية» مؤخراً، منذ أن كانت الطفلة لا تتجاوز من عمرها العام الواحد فقط، وذلك بعد أن تزوج «إنجيلا» خلال العام 2012. ومنذ أن دخل إلى حياتهما، قرر أن يكون بمثابة الأب الحنون والطيب الذي سيعوض هذه الطفلة عن والدها الغائب، وبالفعل كان «أفيلا» ما أراد تماماً، حتى أحبته «أليساندرا» بشكل كبير، فهو كان الوالد التي تنام أو تبكي أو تضحك أو تشاهد معه حلقة من مسلسل أو فيلم، وكان معها في كل تفاصيل حياتها.
الخطة اللطيفة بين الأم وابنتها..
«أليساندرا»، كانت قد قررت أنها لا تريد لـ«أفيلا» أن يكون زوج والدتها فقط، فهي عاشت وبدأت تعي ما حولها وهو يقوم بدور الأب الحاني طوال الوقت، وكانت تريد أن تكون ابنته رسمياً وأن تحمل اسمه، وأن يكون والدها أمام العالم كله. لذلك قامت الطفلة ذات الـ8 أعوام بإخبار والدتها «إنجيلا» برغبتها هذه، وقامتا بالتخطيط جيداً للمفاجأة القادمة لـ«أفيلا».
وضعت كلاهما خطة محكمة حتى تعرض «أليساندرا» أن يتبناها «أفيلا»، ولأن الاثنين يحبان رياضة الـ«بيسبول»، كان هذا هو المدخل المناسب للقيام بالعرض الكبير، واتفقتا مع عدد من الأصدقاء لمساعتهما فيما يخططان له. حيث تم إحضار «أفيلا» إلى ملعب «بيسبول» في مدينة «ألاباستر» دون أن يدري ما الذي يحدث أو ما الذي ينتظره هناك، وقام الأصدقاء بالتغطية على عينيه بواسطة قفاز كبير أثناء دخوله إلى الملعب.
وفي اللحظة التي دخل بها «ليوناردو أفيلا»، كانت أليساندرا الصغيرة تقف بالمنتصف، وهي تحمل لافتة كبيرة كتبت عليها: «أنت والدي إلى الأبد، هل تقبل أن أكون ابنتك؟». وفي اللحظة التي فتح أفيلا عينيه ورأى طفلته أمامه وتطلب منه هذا الأمر، دخل في نوبة من البكاء الشديد والمؤثر، واحتضن أليساندرا بتأثر واضح، وبإشارة منه إلى موافقته بكل تأكيد على هذا الطلب، بمشهد أثار مشاعر كل من شاهده.
ومن جهته قال «أفيلا» مُعلقاً لوسائل الإعلام الأمريكية: «لم أكن مضطراً لأن أفكر مرتين قبل أن أقول (نعم)». وتابع قائلاً: «كنت سعيداً للغاية أنها اتخذت قرارها بنفسها دون أي ضغوط من أحد، ما حدث كانت لحظة فارقة في حياتي ولن أنساها أبداً ما حييت، آمل أن أستمر في لعب دور الوالد الحنون، وأن أعلم ابنتي كيف يكون الزوج الصالح».
الآن.. أليساندرا ابنة أفيلا رسمياً
وذكرت شبكة الـ«إيه بي سي نيوز abc news» الأمريكية، أنه في تاريخ 10 كانون الثاني / يناير الماضي 2019، أصبحت أليساندرا بشكل قانوني ورسمي، ابنة «ليوناردو أفيلا»، وذلك بعد أن أتم الأخير كامل الوثائق المتعلقة بمسألة التبني، ليتحقق حلم كل من الابنة والأب، وتكتمل دائرة العائلة. وكانت «إنجيلا» والدة الطفلة الأمريكية، قد صرحت لمجلة «دابليو أي إيه سي WIAC» الأمريكية: «لقد كان والدها منذ أن كانت تبلغ من العمر من سبعة إلى ثمانية أشهر فقط، وعندما انتقلنا إلى كارولينا الشمالية، لعب دور الأب بشكل مثالي». وتابعت الوالدة: «بعد كل ما حدث، أشعر أن ابنتي أليساندرا اتخذت أفضل قرار لها، وأنا فخورة بها جداً».