دفعهن عشقهن للكرة الطائرة «Volleyball» إلى التفرغ من أجلها، فبعد أن كانت مجرد هواية يمارسنها منذ صغرهن، أصبحت تقود كلٌ منهن فريقها داخل الجامعة، ويتنافسن مع بعضهن البعض، وقَرَّرْن بعد التخرج الاتحاد معاً وتأسيس فريقهن الخاص، هادفات من خلاله إلى نشر رياضة الكرة الطائرة على مستوى المملكة. وقد دخل فريقهن في عدد من البطولات، حصد من خلالها أعلى المراكز.
«سيدتي نت» التقت عضوات ومؤسسات فريق «Jeddah's Greatest»؛ لنتعرف إلى الفريق وتفاصيل المشاكل التي يواجهنها كممارسات سعوديات للرياضة.
قالت لـ«سيدتي نت» مؤسسة الفريق «بدور الفرحان» 29 عاماً: «بعد التخرج عام 2009 بدأت أنا وزميلاتي بتكوين فريق باسم مختلف عن فريقنا الحالي، شاركنا من خلاله في بطولة الأميرة «موضي»، وحصدنا المركز الثاني، ثم انضممنا في 2010 لفريق «Jeddah united» التابع للكابتن «لينا المعينا»، وشاركنا معهن في بطولة حصدنا من خلالها المركز الأول، ومكثنا تحت مظلتهن عاماً واحداً، ثم قررنا الاستقلال وتأسيس فريقنا الخاص».
الرياضة الأنسب لنا
* من ساعدك في تأسيس فريقك الخاص، ومن أين الدعم؟
- بعد مسيرة طويلة في هذه الرياضة الممتعة، قمت أنا وشريكاتي منذ عامين بتأسيس Jeddah's greatest، المكون من 12 عضوة، بمجهودنا الذاتي، حيث نتحمل نحن مؤسسات الفريق كافة المصاريف، من إيجارات الملاعب وإيجارات غرف الاجتماعات، ومصاريف البطولات التي نقيمها والتدريبات؛ لأن هدفنا الوحيد هو انتشار رياضة الكرة الطائرة بين الفتيات في المملكة، فهي في نظري الرياضة الأنسب لطبيعة المرأة السعودية.
* ما هي البطولات التي شاركتن فيها بالمملكة؟
- أقام فريقنا عدداً من البطولات على مدار السنوات السابقة، حصدنا في جميعها المركز الأول، مثل بطولة الكرة الطائرة التي أقمناها عام 2011، وحصلنا على المركز الأول، وبطولة نخبة للسيدات والرجال حصدنا فيها المركز الأول أيضاً، حيث كانت كرة القدم للرجال، وبالنسبة للبنات كان تنويعاً بين المدارس العالمية والفرق الخاصة.
* وكيف تقِمن هذه البطولات؟
- نستقطب فرق المدارس الأميركية والجامعات العالمية والفرق الخاصة للعب، فنقوم بإرسال الدعوات إلى الفرق الخاصة والمدارس، ثم نقوم باستئجار الملعب من النوادي وغيرها؛ لنقيم عليها البطولة، ونضع الجوائز المالية التحفيزية لتلك الفرق، ونتحمل نحن كافة التكاليف في البطولات التي نقيمها، حيث إننا لا نتلقى أي دعم مادي.
نعاني الاستغلال!
* ما هي العقبات التي تواجهكن كلاعبات سعوديات؟
- تؤسفني القيود الكبيرة علينا، فحتى الآن لم نستطع الحصول على ملعب خاص بنا؛ لصعوبة إصدار التراخيص، وذلك يحتاج في «السعودية» إلى الكثير من الإجراءات، حيث يجب أن يكون الملعب تابعاً لجهة صحية، ونحن فتيات نحتاج إلى ملاعب مغلقة، فنضطر إلى تأجير الملاعب من النوادي وغيرها، والتي تتطلب أسعاراً باهظة، تصل إلى الاستغلال ومضاعفة الأسعار، فندفع مبالغ خيالية على الفرد الواحد كل ساعة.
* تَقُمْن أيضاً بتدريب الأطفال والمبتدئين من دون أي ربح مادي! لماذا؟
- نعم؛ لأن هدفنا الأسمى هو انتشار هذه الرياضة في السعودية، حيث يحزنني كثيراً أن رياضة الكرة الطائرة غير شعبية في المملكة، سواء بين النساء أو الرجال، على عكس كرة السلة، والقدم الأكثر شعبية هنا، فنقوم بتدريب الأطفال واللاعبين المبتدئين، ولا يعود علينا أي ربح من وراء ذلك، فقط يتحمل كل متدرب مصاريف الملابس الرياضية التي سيشتريها، وجزءاً من إيجار الملعب دون أي ربح.
من المنافسة إلى الاتحاد
فيما قالت شريكتها الثانية «رؤى عسيري» 29 عاماً، لـ«سيدتي»: «عشقي للكرة الطائرة منذ أن كنت أقود فريقاً في الجامعة، دفعني لمشاركة الكابتن «بدور» في تأسيس الفريق، كنت أشعر بتغيير كبير في شخصيتي للأفضل عند ممارسة هذه الرياضة، وتحسن كبير في حالتي النفسية والمزاجية، حيث أقوم بتفريغ جميع الطاقات السلبية في شيء أحبه».
* ما الذي جمعك بـ«بدور» وشريكتكما الثالثة؟
- بعد أن كانت كل واحدة منّا، نحن الثلاث، تقود فريقها الخاص داخل الجامعة، ننافس بعضنا البعض، وكل منّا تسعى أن يكون فريقها هو الأفضل، إلا أنه بعد التخرج اختفت جميع لاعبات الفرق، كل منهن انشغلت في حياتها، ولم يتبق سوى نحن الثلاث، حيث أصبح شغلنا الشاغل هو الكرة الطائرة، فقررنا الاتحاد، نحن المدربات الثلاث، وتكوين هذا الفريق.
رياضة موجودة على الصامت!
* لماذا في رأيك رياضة الكرة الطائرة غير منتشرة جماهيرياً في المملكة؟
- هي موجودة، ولكن على الصامت، هنالك الكثير من الفرق منذ أن كنت في الجامعة، حيث كنّا نشارك في الدوريات مع الكثير من الفرق، وبعد التخرج تكونت فرق خاصة متعددة، ولعبنا أمامها أكثر من بطولة في قمة الروعة من حيث تدريب وانسجام الفرق، إلا أن قلة انتشار هذه الرياضة جماهيرياً يقود إلى التخوف من البلبلة التي قد تحصل، فنضطر إلى عدم الإعلان عن البطولة إلا بعد انتهائها.
* ما هو طموحك الشخصي؟
- طموحي الشخصي هو أن يتحقق طموح الفريق، وأن يصل صوتنا إلى المجتمع، وأتمنى تأسيس ملعب خاص بنا لرياضة الكرة الطائرة، بحيث تكون مقاييسه متوافقة لعمل بطولات نسائية محلية ودولية داخل المملكة، ونتمنى من الرعاة تقديم الدعم المادي والمعنوي لنا لكي نرتقي. ونحن نرحب بأي فتاة تطمح لممارسة هذه الرياضة، بشرط أن تستمتع بتلك الرياضة.
وأخيراً التقت «سيدتي نت» أصغر عضوات الفريق، وهي «مهى السحلي» التي لم تتعد الـ16 عاماً، وأخبرتنا «السحلي» عن انضمامها لفريق Jeddah's Greatest، حيث بدأ الأمر بحبها وممارستها لكرة السلة منذ الطفولة، إلى أن التقت الكابتن «بدور الفرحان» التي غيرت اتجاهها للكرة الطائرة، فأحبت هذه الرياضة وأصبحت شغفها.
* كيف تم ضمّك للفريق وأنتِ مازلت في هذا العمر؟
- شجعتني الكابتن «بدور آل فرحان» على ممارسة الكرة الطائرة منذ أربع سنوات، ومكثت معها في التدريب لمدة ثلاث سنوات، وبعد أن احترفت اللعب ضَمَّتني إلى فريقها Jeddah's Greatest، وأنا سعيدة جداً بالانضمام إليهن.
* ما هو التخصص الجامعي الذي ستلتحقين به؟
- سألتحق بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز، إلا أنني لن أترك الكرة الطائرة، وسأحاول نشرها داخل الجامعة، وتشجيع زميلاتي على ممارستها، وتكوين فرق خاصة بنا في الجامعة، وتنظيم وقتي جيداً، كما أفعل الآن أيام الدراسة، حيث أخصص خمس ساعات للمذاكرة، ثم ساعة ونصف مدة التدريب.