إذا كنتِ ممن يهوين مطالعة أخبار ومقاطع الفضائح وغيرها من الأخبار التي تلعب على وتر الإثارة، وإذا وجدتِ نفسك مشدودة ويملؤكِ الفضول بشدَّة لمشاهدة أيّ مقطع أو فيديو أو قراءة مقال أو خبر به كلمة فضيحة كبيرة أو ما شابهها من الكلمات، فتأكَّدي بأنَّك في دائرة خطيرة من الناحية النفسيَّة ومن ناحية مسؤوليَّتك الأخلاقيَّة والشرعيَّة.
الدكتور أحمد عمارة استشاري الصحَّة النفسيَّة بالطَّاقة الحيويَّة يطلعكِ على عدَّة أمور هامَّة يجب الانتباه إليها وأنتِ تبحثين أو تتابعين هذه الأخبار والمقاطع في ما يأتي:
- اعلمي أنَّكِ تحملين ذبذبات سلبيَّة لا تمت للإسلام بصلة، فهو دين الرقي، وجاء نبيه ليتمم مكارم الأخلاق، والفضائح لا تمت للأخلاق بصلة.
- اعلمي أنَّ هذه الذبذبات سوف تجذب إلى حياتك فضائح على المستوى الشخصيّ أو العائليّ والمجتمعيّ كثيراً، لا تستغربي فالله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون.
- اعلمي أنَّكِ من المساهمين في الفضح وفي إحداث الفتنة في المجتمع؛ لأنَّكِ أحد أسباب زيادة عدد المشاهدة، ما يجعل غيركِ يستخدم أسلوب الفضح في الدعاية كي يحصل على العديد من المشاهدين أمثالك، وربَّما جني المال من ذلك؛ بسبب ما تفعلينه أنتِ ومن شابهكِ.
- اعلمي أنَّكِ بعدها لن تفعلي في الغالب شيئاً يرضى الله عنه؛ لأنَّكِ ستكونين حاكمة، مصنفة، مسيئة للظن، كارهة، ساخرة، مغتابة، نمامة، والأبشع لو أسهمتِ في نشرها.
- اعلمي أنَّ أمَّة تنتشر فيها الفضائح، وفيديوهات الفضائح، سوف تجذب لنفسها ومجتمعها الفضائح على كل المستويات سواءً كانت العلميَّة أو الصناعيَّة أو الدينيَّة وغيرها.
- اعلمي أنَّكِ في هذا تساعدين في نشر الفاحشة إن كانت الفضيحة أخلاقيَّة.
- اعلمي أنَّكِ بهذا تجهرين بالسوء والله لا يحب الجهر بالسوء إلا لمن ظلم، ويكون ذلك أمام قاضي أو جهة لأخذ حقّه ورد مظلمته، وليس لعامَّة الناس؛ لأنَّ الجهر بالظُّلم لعامَّة الناس حتى لو كنت أنتِ المظلومة يعدُّ "غيبة ونميمة" شرعاً.
- اعلمي أنَّكِ ستشعرين بالكبر والإحساس بالتعالي على المفضوح، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ".
- اعلمي أنَّكِ بهذا لا تطبقين منهج الستر، فالمسلم الحق يستر أيّ شخص يتم فضحه برقيّ ورحمة ورفعة، وهو يعلم أنَّه إن ستره سيستره الله يوم القيامة، وإن فضحه سيفضحه الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة .
- اعلمي أنَّ صاحب الفضيحة شخص مؤمن بالله لكنَّه عاصٍ، لذا لا يحق لكِ أبداً فضحه بمعصيته مهما كانت ومهما كان اختلافكِ معه.
- اعلمي أنَّكِ بمجرَّد لهفتكِ وشوقكِ لمعرفة الفضيحة، فإنَّكِ تعطي المفضوح من حسناتك وتأخذين من سيئاته، وهذا يؤدِّي إلى كثرة الأمراض النفسيَّة والعضويَّة، ثم ضيق في الرزق والحياة والمعيشة.
- اعلمي أنَّكِ تضيعين الوقت وهو أغلى ما وهبه الله لكِ في ما لا يفيد.