منذ أن بدأ الإعلان عن الاحتباس الحراري العالمي، وانتشرت الكثير من الأخبار والدراسات والمقالات العلمية عن خطر هذه الظاهرة الجديدة التي تضرب كوكبنا الأزرق، بدأت التحذيرات كأنها «بوق خطر» مصيري يحاول لفت انتباه العالم كله إلى مصير منزلنا ومكاننا الوحيد في هذه المجرة، وتعالت الأصوات بأن «كوكب الأرض.. يموت»، ومنذ أن بدأ البشر يلاحظون الزيادة في متوسط درجة حرارة الهواء، في منتصف القرن العشرين الماضي، لم يتوقف النداء لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
كوكبنا الأرض اليوم، يعاني من ازدياد خطر الاحتباس الحراري العالمي، وتحديداً في القطبين الجنوبي والشمالي المتجمدين، وعلى وجه التحديد أكثر، في القطب الجنوبي المتجمد، الذي تظهر تداعيات هذه الظاهرة القاتلة جليّة وواضحة فيه، وتنبؤ بكارثة عالمية غير مسبوقة في تاريخ الكوكب، كارثة جديدة قد نعيشها نحن أبناءَ اليوم، وقد نشاهد بأمّ أعيننا كيف ستتغير خريطة العالم، أو كيف... سينتهي.
ضعف حجم «مانهاتن» بـ30 مرة..
ولأن القطب المتجمد الجنوبي - أو ما يُسمى بـ«أنتاركتيكا» – هو من أكثر المناطق تأثراً بالاحتباس الحراري على وجه الأرض، دأب العلماء والمختصون بمراقبة التطورات التي تطرأ عليه، بهدف معرفة لأي مدى سوف يتأثر القطب الجنوبي بالاحتباس الحراري الحاصل، وكيف سيؤثر ذلك على ما تبقى من كوكبنا الأزرق، ومع بداية العام الجاري 2019، اكتشف علماء البيئة حدثاً خطيراً للغاية، بعد العثور على علامات تشير إلى قرب انشقاق جبل جليدي ضخم، يبلغ حجمه تقريباً ضعف مساحة منطقة «مانهاتن» في مدينة «نيويورك» الأمركية لـ 30 مرة؛ وفقاً لموقع «سكاي نيوز».
»نــاســا» تعلن عن مخاوفها..
في الأيام الأخيرة من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي 2019، التقطت الأقمار الصناعية التابعة لوكالة «نـاسـا» الفضائية، عدداً من الصور للقارة المتجمدة الجنوبية، تظهر أن الجبل الجليدي بدأ بالانشقاق شيئاً فشيئاً عن الجرف الجليدي، وأكدت «ناسا»، أن هذا التصدع في الوقت الحاضر، قد وصل إلى 1700 كيلومتر مربع، وهذه المساحة تعادل ما مقداره 5 مناطق بأكملها من مدينة «نيويورك»؛ مشيرة الوكالة الأمريكية إلى أن هذا التصدع الحاصل، سوف يغير شكل خارطة القارة المتجمدة الجنوبية بشكل كامل.
التصدع يزداد بوتيرة متسارعة..
الوكالة الأمريكية، كانت قد أوضحت أيضاً، أن تصدع الجرف الجليدي هذا، كان قد ظل في حالة من الاستقرار استمرت طوال 35 عاماً، وأبدت الوكالة مخاوفها واستغرابها من ازدياد وتيرة التصدع الحاصل مؤخراً بشكل كبير، ووصفته «ناسا» بأنه صادم؛ حيث وصلت سرعته إلى 4 كيلومترات في السنة الواحدة، وهذا يعتبر أمراً خطيراً للغاية وغير مسبوق على الإطلاق؛ حيث صرح العديد من الخبراء الجيولوجيين والبيئيين، بأن هذا التصدع في الجرف الجليدي يعتبر الأكبر من نوعه منذ بداية رصد الظاهرة في المنطقة، قبل ما يقارب القرن من الزمن؛ أي قبل 100 عام تقريباً.
الاحتباس الحراري.. وإهمال العالم له
في خضم العجز العالمي والدولي الذي نعيش فيه، بما يخص مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، أبدى الكثير من العلماء مخاوفهم من توالي وازدياد الانشقاقات الجليدية في القطب الجنوبي المتجمد؛ حيث يشير العلماء إلى أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى ذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحار والمحيطات، وهو الأمر الذي طالما حذروا منه، وعبروا عن قلقهم من غرق مدن كبيرة كاملة بسبب هذا الأمر، ولا يعرف العلماء في الوقت الحالي كيف سيؤثر هذا التصدع الكبير في الجرف الجليدي على باقي الكميات الجليدية في المنطقة.