في لحظة فقد أحد أحبائنا بالموت، نكتشف حقيقة أن حياتنا قصيرة جدًا، وكل شيء في الدنيا قابل للزوال بالموت والتلاشي، فتأتينا لحظات حزن سوداء عبثية، لا تنقذنا منها إلا بضع ذكريات جميلة مع الحبيب والقريب المتوفى، فنشعر بأنه حي معنا؛ لأنه بذكرياته وحسناته بداخلنا، يعيش بكل ذكرى معه، وبكل إحساس جميل عشناه معه في الأيام الخوالي، لكن في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الـ«فيسبوك»، يتوقف الأحياء عن التواصل مع حسابات المتوفى في مواقع التواصل الاجتماعي، فلن يوجد بعد اليوم من يعلّق أو يتجاوب أو يثني على منشوراتهم وصورهم فيه، أو يرسل لهم قلوبًا حمراء أو «لايكات»، وقد أدركت إدارة أكبر المواقع ذلك، فقررت كعادتها أن تكون سباقة إلى إبقاء مشتركيها أحياء، وإبقاء ذكراهم في عالم التواصل الاجتماعي الفضائي الأزرق، وإتاحة الفرصة لأحبائهم وأقربائهم التعبير عن حبهم وإخلاصهم لهم حتى إشعار آخر.
فيسبوك يطلق قسمًا خاصًا للثناء على مستخدميه بعد وفاتهم
لهذا أطلق «فيسبوك» ميزة جديدة خاصة بالحسابات التذكارية؛ تسمح للناس بترك رسائل في قسم «الثناء» Tributes؛ وهو قسم جديد منفصل عن الخط الزمني للملف الشخصي.
واستنادًا إلى إعدادات الخصوصية للحساب التذكاري، يمكن للأصدقاء حاليًا النشر في الخط الزمني، بما في ذلك في تعليقات المشاركات التي أرسلها الشخص قبل وفاته. وإن كان الحساب التذكاري يحتوي على قسم «الثناء»، فسيتم وضع المشاركات التي تم إنشاؤها بعد تحول الحساب إلى تذكاري – أي اليوم الذي يُمنع أي شخص آخر من تسجيل الدخول إليه – في ذلك القسم.
تم إبلاغ الأوصياء على حسابات مشتركي «فيسبوك» الذين توفوا بأنها أصبحت تذكارية، وأفاد عدد من المستخدمين الذين حددوا لأنفسهم «جهات الاتصال الوصِّية» Legacy ContactS؛ لإدارة حساباتهم بعد وفاتهم؛ بأنهم حصلوا اليوم على تنبيه من «فيسبوك» بشأن الميزة الجديدة؛ من خلال إشعار يحتوي على عبارة «إذا أصبح الحساب تذكاريًا».
صور وذكريات وتعليقات مستخدمي «فيسبوك» ستعود مجددًا بعد رحيلهم
وتصف صفحة «مركز المساعدة» على «فيسبوك» قسم «الثناء» الجديد بأنه «مساحة في ملفات التعريف التذكارية، حيث يمكن للأصدقاء والعائلة نشر القصص، وتذكر عيد الميلاد، ومشاركة الذكريات، وغيرها».
الأوصياء سيتحكمون بمنشورات الحساب التذكاري لقريبهم المتوفى
ومع هذه الميزة الجديدة، سيكون لدى «جهات الاتصال الوصية» قدر أكبر من التحكم على مشاركات الثناء، مقارنة بباقي أجزاء الحسابات التذكارية. فعلى سبيل المثال، يمكنهم تحديد من يمكنه مشاهدة ونشر الثناءات، كما يمكنهم حذف المشاركات. ويمكنهم أيضًا تغيير من يمكنه الاطلاع على المشاركات التي تم فيها الإشارة إلى الشخص المتوفى، أو إزالة الإشارة.
يُشار إلى أن «جهات الاتصال الوصية» لا تزال غير قادرة على تسجيل الدخول إلى الحسابات التذكارية على نحو يسمح لهم بقراءة الرسائل الخاصة أو إضافة أو إزالة الأصدقاء.
وهذا القسم الجديد سيتيح للأوصياء والأصدقاء والأقرباء إحياء ذكرى أحبائهم الذين توفوا فجأة، أو بعد معاناة قاسية مع المرض، ومنحت الملايين من المعجبين بالأدباء والنجوم الذين رحلوا عن عالمنا منذ سنوات ولهم حسابات شخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، الأمل برؤية تعليقات وذكريات وثناءات عليهم؛ تجسد الوفاء لمن أسعدوا من حولهم، وسيحاول الأحياء الآن البقاء على التواصل معهم، حتى بعد وفاتهم.