قد لا يتمتعون بالوعي الذي نتمتع به نحن بني البشر، إلا أنهم بكل تأكيد أرواح تحمل في داخلها الكثير من المشاعر التي يحسون بها كما نُحس بها نحن، والأمر ليس مجرد فكرة مجازية، بس علمية أيضاً أثبتتها الكثير من الدراسات، التي تؤكد أن الحيوانات تمتلك وعيها وأحاسيسها الخاصة، وليست مجرد كائنات تأكل وتتكاثر. وفي يومنا العادي، قد نشاهد الكثير من الأدلة والأمثلة على هذا الأمر، وربما آخرها ما حدث في الهند.
ووفقاً لموقع «روسيا اليوم»، فقد دخل جــمــل في حالة من الاكتئاب الشديد والحاد، وصلت به إلى أن يمتنع عن تناول أي طعام أو شراب، بعد وفاة شريكه، حيث إن هذا الجمل الحزين استمر بهذه الحالة طوال شهر كامل حتى الآن، بحسب العديد من الوسائل الإعلامية في الهند.
وبحسب ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إنديا Times of India»، فإن رجلاً هندياً يعمل بوظيفة مساعد مفتش في الجهاز الأمني، ويدعى «شيفراج غادوي»، كان قد خرج بمهمة حراسة في دورية على الحدود مع باكستان في ولاية «كجرات» على ظهر الجمل، عهدته وشريكه في وظيفته.
وتابعت الصحيفة الهندية، أن «غاودي» بعد أن وصل برفقة جمله إلى المكان المقصود، وبعد أن قدم له الطعام والشراب، مرّ بوعكة صحية شديدة، أدت إلى إصابة المفتش بـ«نوبة قلبية». وتصادف هذا الأمر مع مرور عدد من شهود العيان، الذين سارعوا بالاتصال بالإسعاف، التي وصلت بدورها ونقلت «غاودي» إلى أقرب مستشفى في المكان. إلا أن الرجل الهندي لم تتحسن صحته، وتم نقله إلى مستشفى آخر فيه معدات طبية متطورة وكوادر أكثر تدريباً، لكن هذا المستشفى كان يقع على بعد 80 كيلومتراً من مكان الحادث.
مساعد المفتش «شيفراج غادوي»، لم يتمكن من الصمود حتى الوصول إلى المستشفى الآخر، ومات في الطريق إليها عن عمر ناهز الـ56 عاماً، وكما جرت العادة في الهند، تم إقامة مراسم الجنازة والعزاء له، وتم حرق جثته كما يفعل الهنود بالطريقة التقليدية.
وأشارت الصحيفة الهندية، إلى أنه وبعد وفاة «غاودي»، انقلب حال الجمل الذي ظل رفيقاً وشريكاً له لسنوات طويلة، ودخل الجمل الوفي بحالة شديدة من الاكتئاب والحزن، ومنذ لحظة وفاة «غاودي»، لم يتناول الجمل أياً من الطعام أو الشرب، ويقول زميل المتوفى المفتش، «ف.خان» إن ملامح الحزن واضحة على الجمل، وإنهم يحاولون مساعدته ليتعافى مما هو فيه.