تستعين دور الموضة العالمية بـ مُصمِّمي ديكور مشهورين، بهدف تثبيت شرعيتها في عالم الديكور، وتجسيد هويتها وبصماتها الخاصَّة على قطع أثاث وديكور فاخرة تمزج بين طابع كلِّ دار، واللمسة الفنِّية والإبداعية العائدة لكلِّ مُصمِّم.
طرحت دار "لويس فويتون" Louis Vuitton أخيرًا، تشكيلةً جديدةً من الأثاث أطلقت عليها اسم "نوماد" Nomades، ومعناها "البدو الرحل". وتعكس قطع هذه المجموعة فكرة السفر والترحال المستمر، الفكرة التي قامت عليها هويَّة دار "لويس فويتون" بأكملها.
ظهر أثاث هذه المجموعة للمرَّة الأولى في مدينة ميلانو الإيطاليَّة، وتنوَّع ما بين الأرائك والشمعدانات والثريات والمزهريات. ولكلِّ قطعة ميزة، والكثير من التفرُّد والابتكارية في التصميم. وقد تعاملت "لويس فويتون" لإنجاز هذه المجموعة مع عدد من مُصمِّمي الديكور الأشهر، ومن بينهم: الأخوان أمبرتو وفرناندو كامبانا، وهما مُصمِّمان برازيليان يكنَّان العشق لباريس، والمُصمِّمة الإسبانية باتريسيا أوركيولا، والمُصمِّم الهولندي مارسيل وندرز.
صمَّم أمبرتو وفرناندو كامبانا، أريكةً أطلقا عليها اسم "بومبوكا صوفا" Bomboca Sofa، وهي ذات خطوط دائرية، مع قاعدة من الجلد، وثماني مخدَّات منتفخة بيضاء، تُعطي الانطباع أنَّها حلوى الـ"مارشملو". علمًا أنَّ الـ"بومبوكا"، هو اسم الحلوى التي تُقدَّم للأولاد في الأعراس البرازيليَّة، ما يعكس قدرة هذين المُصمِّمين على استحضار ثقافة بلدهما في أعمالهما.
المُصمِّمة الإسبانية باتريسيا أوركيولا صمَّمت بدورها "كرسي سوينغ" Chaise Swing، وهو عبارة عن أرجوحة ذات مقعد مفرد، استوحت تفاصيلها وألوانها من حقائب دار "لويس فويتون"، وخصوصًا شنطة الـ"مونوغرام" ذات المقبضين المبطّنين.
المُصمِّم الهولندي مارسيل وندرز صمَّم قطعة غاية التفرد، أطلق عليها اسم "دياموند سكرين" DiamondScreen عبارة عن "بارافان" على هيئة سجَّادة مخرَّمة، تتميَّز بفتحات هندسيَّة تحاكي الرسومات والخطوط التي تتوافر داخل حقائب سفر"لويس فويتون"، حيث تتداخل الأشرطة الجلد ذات اللون البنِّي ببعضها البعض، وتتخلَّلها مسامير معدن دائريَّة الشكل.
القطعة الأكثر تفرُّدًا في هذه المجموعة، عبارة عن أريكة من الجلد الأسود أُطلق عليها اسم "لاونغ" Lounge Chair، وقابلة للتعديل، حيث يمكن أن تُفتح للحصول على راحة أكثر. وقد زُوِّدت بتقنية تسمح بإغلاقها بعد الاستعمال، بحيث تأخذ شكل حقيبة سفر. وقد جسَّد المُصمِّم مارسيل وندرز من خلال هذه القطعة، مدى استيعابه للرموز المميَّزة لهذه الدار الفرنسية.
مجموعة "جان ميشال فرانك باي هرميس"
بدأت قصَّة دار "هرميس" في عالم الديكور في سنة 1924، عندما التقى مُصمِّم الديكور جان ميشال فرانك، بجان رونيه غيران، والأخير ينتمي إلى الجيل الرابع من عائلة هرميس. وقرَّر الرجلان إنجاز شراكة فنِّية كان نتاجها مجموعة من قطع الديكور الخاصَّة بفنِّ الأكل، صمَّمها فرانك خصِّيصًا للدار. علمًا أنَّ فرانك من روَّاد حقبة "الأر - ديكو"، وقد صمَّم في الحقبة نفسها، الديكور الداخلي لشقق وفلل عدد من الشخصيَّات السياسيَّة والفنِّية البارزة. كما صمَّم ديكور محل "ألزا زياباريللي"، الذي ما يزال في ساحة "فندوم" الباريسيَّة الشهيرة، بالإضافة إلى محل دار "غيرلان" الذي يقع على جادة الـ"شانزيليزيه".
يمتاز أسلوب المُصمِّم جان ميشال فرانك بخطوطه المينيمالية، وخلوِّه من التطريزات والتزيينات الجمالية. ولذا، أُطلقت على أسلوبه صفة "الفخامة الفقيرة" Le Luxe Pauvre. إلَّا أنَّه يحرص على استعمال الخامات الفاخرة، مثل: الجلد والخشب والأصبغة الطبيعيَّة، كما أنَّه يولي الكثير من الأهمية للتفاصيل الدقيقة. ولذا، تتحدَّث هذه القطع من الديكور لغة الأناقة، فضلًا عن كونها مريحة. وقد قرَّرت دار "هرميس" في السنة الفائتة مراجعة مجموعة من قطع الأثاث التي صمَّمها فرانك في سنة 1924، وأطلقت عليها اسم "موبيلييه جان ميشال فرانك باي هرميس" Mobilier Jean Michel Franck by Hermès ، وهي تشمل الكراسي والطاولات والأرائك ذات الخطوط البسيطة، والتصاميم المينيمالية، والخامات الفخمة، ولا سيَّما الخشب الطبيعي والجلد والرخام. كما أنها تصوِّر بامتياز الهوية الفنية للدار، التي طرحت أخيرًا مجموعة "هرميس فورهوم" Hermès For Home Collection. أثاث المجموعة الأخيرة فاخر، ومستوحى من أسلوب جان ميشال فرانك، ومن عالم الفروسيَّة تحديدًا، حيث زَيَّن بعض القطع بأربطة ومقابض جلد، تحيل إلى سروج وطقوم الخيول، وفنِّ التطريز.
أمَّا القطع الأخرى فتعكس مفهوم فنِّ الحياة الفرنسية، وقد صُنعت من الخشب الطبيعي والجلد، وتنوَّعت بين الطاولات والكراسي وبعض قطع الديكور الداخلي، مثل: المزهريات والصواني ذات الأربطة الجلد.