لحظات قليلة وقصيرة جدًا، من الممكن أن تفصلنا بين الموت المحتوم، أو العيش لأيام أخرى، لحظات فارقة، قد يمر خلالها شريط حياتنا بأكمله دفعة واحدة، كأننا أمام فيلم سينمائي، أو أننا نشاهد ما يحدث لغيرنا، وبعد أن يحدث ما كاد أن يكون «كارثة حقيقة»، نعود ونستوعب شيئًا فشيئًا ما حدث معنا خلال هذه اللحظات الفاصلة من الحياة.
هذا أقل ما يمكننا أن نصف به ما حدث مع أمّ فيتنامية، عاشت هذه اللحظات الفاصلة بين الموت والحياة، وكانت على مقربة من الموت بميلي مترات قليلة فقط، رفعت دقات قلبها إلى الدرجة التي هزتّ أسفلت الشارع، ولكن هذه الأم الفيتنامية الشجاعة، كانت سوف تواجه مصيرين محتومين، مصيرها الشخصي، ومصير ابنها الصغير، الذي أنقذته في اللحظات الحاسمة الأخيرة من أن ينسحق تحت عجلات شاحنة ضخمة.
غريزة الأمومة كانت أقوى من الموت لحظتها...
بحسب ما نشره موقع «سكاي نيوز»، نقلاً عن موقع «ميل أونلاين» البريطاني، فلولا أن كانت الأمُّ الفيتنامية بمقاطعة «نام دينه»، تتحلى بسرعة بديهة عالية جدًا، وشجاعة منقطعة النظير، لما استطاعت أن تتمكن من إنقاذ طفلها الصغير من تحت عجلات الشاحنة العملاقة، حيث دفعتها غريزة الأمومة الخاصة بها، إلى أن تخاطر بحياتها لانتشاله من بين براثن الموت.
هذه الحادثة المؤثرة، وموقف الأم الشجاع وكيف أنقذت طفلها، والذي كان قد صوره أحد السائقين بهاتفه المحمول، بدأ عندما كانت تحمل ابنها وتركب خلف زوجها على دراجة نارية على طريق سريع في منطقة «غوي». قبل أن تصطدم سيارة كانت على الطريق نفسه بدراجة العائلة، ما أدى إلى اختلال توازن الدراجة، وسقوط المرأة وصغيرها على الشارع، باللحظة نفسها التي كانت شاحنة كبيرة تعبر بمحاذاتهم.
تلك اللحظة التي مرت بها الأم، لم تكن الأكثر رعبًا، وكان الرعب الحقيقي عندما اندفع طفلها الصغير إلى منتصف الشارع باتجاه عجلات الشاحنة، التي لم يكن سائقها يدرك ما يحدث بالقرب منه، عندها اشتعلت شرارة غريزة الأمومة العظيمة، وبشجاعة كبيرة وسرعة بديهة حاضرة، قامت الأم بالتقاط الطفل قبل أجزاء قليلة من الثانية من مرور عجلات الشاحنة فوقه، وذلك بعد أن أمسكت بطرف ذراع ردائه قبل أن تقوم بإمساكه واحتضانه. ثم وبحركة كانت رحمة الله ترعاهما خلالها، أدارت ظهرها نحو الشاحنة بعد تأكدها من إنقاذها للصغير، لتمر عجلاتها على بُعد مليمترات قليلة فقط منهما.
خلال هذه الثواني المرعبة التي مرّت بها الأم وطفلها، وخلال عملية الإنقاذ الفريدة من نوعها التي قامت بها الأم، لم يكن زوجها يدرك ما حدث خلفه بعد، وذلك كونه كان يحاول أن يعيد توازن الدراجة النارية الذي اختل بعد أن صدمته السيارة، دون معرفة منه ما كان يحدث مع زوجته وابنه، أو أنهما سقطا من الأساس، ولكن بعد أمتار قليلة تنبّه لما حدث وأوقف دراجته.
الفيديو الذي لاقى انتشارًا واسعًا للغاية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في العالم، كان قد شهد العديد من التعليقات التي تشيد بموقف الأم الشجاع، وبسرعة بديهتها بالتعامل مع موقف كاد أن يكون قاتلاً لها ولطفلها الصغير بلا أي شك. بالإضافة إلى النقد اللاذع والشديد لصاحب السيارة الذي تسبب بهذه الحادثة، والذي تم نعته من قبل الكثيرين بأنه غير مبالٍ بأرواح الناس، وأنه يتحمل المسؤولية الكاملة.