ربما قد يبدو هذا هو الخيار الأمثل، للتخلص من ضجة العصر الحديث ووتيرته السريعة، التي قد لا تناسب بعض الأشخاص؛ الرجوع إلى الطبيعة الأم، وإلى الأصل في حياتنا، وطريقة عيشنا البسيطة، والتي قد يراها الكثيرون أنها «حقيقية» أكثر من حياة المدينة التي يعيشها معظم الناس. وهذا ما فعله الزوجان التركيان «حسين وعائشة أفكان»، اللذان قررا اعتزال الناس قبل أكثر من 15 عامًا، والعيش في جزيرة «تشيكك» النائية في تركيا.
ووفقًا لما نقلته «سكاي نيوز»، عن وسائل إعلام تركية، يوم الأحد 10 آذار / مارس الحالي 2019، أن الزوجيْن التركييْن السبعينيين في العمر، يحافظان على حياة بدائية وبسيطة للغاية على الجزيرة، التي تقع بمقاطعة «أيفاليك» في «باليكس» الغربية، وتشتهر بوجود الكثير من أشجار الزيتون والصنوبر، كما أنها تعتبر من المناطق التي يوجد فيها «زهر النرجس» بكثرة.
الزوجان المعروفان باسم «روبنسونز التركي»، نسبة إلى الرواية الشهيرة «روبنسون كروزو» للكاتب الإنجليزي «دانيال ديفو»- والتي تحكي قصة شاب انعزل في جزيرة نائية وحيدًا لمدة طويلة- يعيشان في مبنى حجري قديم في جزيرة «تشيكك»، التي كانت قبل عدة عقود مضت يسكنها عدد من الأشخاص اليونانيين قبل أن يتركوها.
وبحسب ما ذكرته صحيفة «حرييت» التركية، أن الزوجين صرّحا بأنهما سعيدان جدًا في حياتهما على الجزيرة، رغم أنهما يواجهان بعض الصعوبات أحيانًا. وأضافت الصحيفة أن الزوجين كانا قد عاشا في ألمانيا لمدة 25 عامًا، وكانا قد عادا للعيش في الجزيرة التركية بعد أن واجها صعوبات مالية؛ بسبب علاجهما لابنهما الذي كان يعاني من نزيف دماغي من العام 2003.
وكان الزوجان قد قررا، بعد أن فقدا ابنهما، أن يرحلا من ألمانيا ويأتيا للعيش على متن هذه الجزيرة، التي تغطي مساحة صغيرة تبلغ 275 ألف متر مربع، وانتقلوا إليها بعد الحصول على إذن من أحد مُلاكها الذي يدعى «نوح كاتارين». وبعيدًا عن الحياة المدنية الحديثة، رمم الزوجان التركيان البيت اليوناني القديم الذي يعيشان فيه الآن.
وحتى يتمكن الزوجان من العيش؛ عملا على تربية الدجاج والبط والأغنام، أما بالنسبة إلى الكهرباء؛ فهما يستخدمان «توربينات» رياح، شيداها بنفسيهما، كما أنهما يقومان بنقل المياه من بئر في الجزيرة، ويبدآن صباحهما كل يوم ببعض الأعمال؛ من إطعام الحيوانات، والتنزه في الجزيرة الساحرة، كما أنهما لا يشعران بالملل؛ كونهما ليسا معتزليْن كل الناس، إذ كثيرًا ما يزورهما الأقارب والأصدقاء.