تُعرف إنسبروك باسم "المدينة الشابة والنابضة بالحياة"، يقطنها 130 ألف نسمة، ومن بينهم 30 ألف طالب، ما يعني أن كلَّ سادس شخص في الشارع هو طالب بالفعل! هذه المدينة الصغيرة تحضن الكثير من المقاهي في شوارعها الخلَّابة، ومرافق رياضيَّة رائعة في الهواء الطلق، ومراكز تسوُّق كبيرة، ومحالّ لبيع تذكارات صغيرة مصنوعة يدويًّا تُلبِّي كلَّ الأذواق. ويُلاحظ زائر إنسبروك، عاصمة منطقة التيرول، التعايش الوثيق بين الثقافة والطبيعة.
في وسط مركز المدينة التاريخي، حيث المباني المتطوِّرة والمتاحف والصروح الدينيَّة، يُتوَّج المشهد الممتدّ على شارع "ماريا تيريسين" بسلسلة جبال "نوردكيتي" المهيبة. وفي هذا الإطار، يبدو "غولدن روف" أو "السقف الذهبي"، معلمًا بارزًا في إنسبروك، وهذا الأخير يتوسَّط المدينة الألبية، وقد بناه الإمبراطور ماكسيميليان الأوَّل في القرن الخامس عشر، وهو ما جعل المدينة عاصمة لإمبراطوريَّة امتدَّت في أنحاء أوروبا. وبفضل المعلم المذكور، تضمُّ إنسبروك قصر هوفبورغ الإمبراطوري الفخم، وقبره المصمَّم بحرفيَّة في ساحة صرح هوفكيرشي الديني، مع 28 تمثالًا ذات أحجام ضخمة من البرونز، وحدائق هوفغارتن الإمبراطوريَّة.
ومن المعالم الإمبراطوريَّة الأخرى في إنسبروك، قلعة أمبراس الجميلة التي ترجع إلى عصر النهضة من القرن السادس عشر، وما يسمَّى بـ"قاعة العجائب" التي تعطي أفكارًا رومانسية، وفي الوقت نفسه رؤًى مدهشة عن العصور الوسطى.
تتضح طبيعة جبال الألب في إنسبروك من خلال الدمج المستمرِّ للجبال في حياة المدينة اليوميَّة. وبوساطة عربات تيليفيريك نوردكيتي، وعند الوقوف في المحطَّة مباشرةً داخل البلدة القديمة، بالقرب من قصر هوفبورغ الإمبراطوري، لا يحتاج الأمر سوى إلى عشرين دقيقة لينتقل الراكب بسرعة إلى ارتفاع ألفي متر، حيث مناطق التنزُّه والتزلُّج. ويظهر هذا التفاعل الفريد من نوعه بين المدينة والجبل أيضًا في حديقة الحيوان الألبية، وهي الأكثر ارتفاعًا في أوروبا. ويوفِّر برج قفز التزلُّج الأولمبي إلى الجنوب من إنسبروك في بيرجيسيل، الشعور بأنّ السائح مشارك في منافسات تزلُّج أولمبية!