هل تشعرون بالضيق عند سماع صوت الهاتف يرن؟ وهل تتجنبون الرد على المكالمات وتعمدون على تجاهلها وتفضلون الرسائل النصية في التواصل مع الأخرين؟ إن غلبت إجابتكم بـ "نعم" على الأسئلة السابقة، فعلى الأرجح أنتم مصابون بما يسمى بـ "فوبيا الهاتف" أو رهاب الهاتف، وهي مشابهة في جوهرها لفوبيا الأماكن الضيقة، أو الأماكن المرتفعة، أو الرهاب الاجتماعي، وعلى عكس الهوس الكبير بالهواتف، فإن فوبيا الهاتف تبعد صاحبها عن أهم وظائفه الأساسية وهي التواصل الصوتي.
إذ بمجرد سماع صوت رنين الهاتف، ينتاب البعض إحساسٌ غير مريح، وربما شعور بالرهبة، ويظنون أنهم غير مؤهلين للرد على المكالمة الهاتفية. ولهذه الفوبيا أعراض تظهر على الأشخاص الذين يعانون منها، تتضمن ترك الهاتف يرن دون رد، وتفضيل الرسالة النصية على معاودة الاتصال، ووضع الهاتف على وضع الصامت، وذلك بالطبع بغض النظر عن الشخص المُتصل.
وتعود مشاعر الخوف هذه إما لخبر صادم أوغير سار وصل عن طريق مكالمة، أو تعرض الشخص لمعاكسات هاتفية متكررة من أرقام غريبة، وأيضاً من المرجح أن تتشكل هذه الفوبيا لدى الشخص جراء وقوعه في موقف محرج في السابق، جعله ينفر من المكالمات الهاتفية، وبالطبع لمكالمات العمل والمدراء دورها الكبير في تعزيز شعور القلق لدى بعض الأشخاص.
ولمعالجة هذه الحالة التي تعزل صاحبها عن محيطه، ينصح المعالج النفسي "مارك تيرل"، ببدء إجراء مكالمة قصيرة يومياً مع أشخاص تعرفهم جيداً، ومحاولة زيادة مدة المكالمات وعددها تدريجياً، كما ينصح بالاسترخاء بعمق عند التفكير بالهاتف، حيث أن هذا يؤدي إلى إزالة الارتباط بين الهاتف والقلق، كما أن تحضيرك لما ستتحدث عنه في المكالمة مسبقاً سيكون مفيداً.