تميّزت الحلقة الثالثة من برنامج arabs got talent بأنها شهدت توافقاً شبه كامل بين أعضاء لجنة التحكيم علي جابر، نجوى كرم، ناصر القصبي، وأحمد حلمي من خلال التصويت بـ 4 "نعم" للمتسابقين التي عبروا إلى التصفيات النصف نهائية، بعد أن استعرضوا مواهبهم التي تنوعت بين الرقص والغناء و ألعاب الخفة والعزف والشعر والمونولوج.
بين تعابير علي جابر الذي يمكن الحكم على رأيه بالمشتركين قبل أن يتكلم، من خلال تعابير وجهه التي تنفرج فرحاً أو تنقبض انزعاجاً وبين تفاعل نجوى تمايلاً أو دهشة أو امتعاضاً وبين ضحكة ناصر القصبي الرنانة وتفاعل أحمد حلمي مع المشتركين، عرفت الحلقة بعض التجاوزات والتي لم يكن مقبولاً السماح بها بخاصة وأن هناك وقتاً محدداً وفرصة واحدة تعطى لكل المشتركين للتعبير عن موهبتهم.
الراب بين الاستخفاف والاستسهال
المتسابقة خديجة الفرج انترعت الـ"نعم" رغماً عن أنف أعضاء لجنة التحكيم، عندما أصرّت على أن تعطي نفسها ثلاث فرص لكي تثبت أنها جديرة بالعبور إلى مرحلة التصفيات. فبعد رفض لما قدمته من الأعضاء الأربعة في المحاولة الأولى، انتقلت إلى المحاولة الثانية، وحصلت على "نعم" من نجوى كرم وأحمد حلمي لم تكن كافية لتحقيق هدفها، فأتبعتها بمحاولة ثالثة وبـ "نعم" إضافية من ناصر القصبي الذي رضخ منصاعاً إلى رغبة نجوى.
كما بدا لافتاً انتشار ظاهرة غناء الراب بين الجيل الشاب ومدى تأثره بها، إلا أن كل الذين تقدموا عن هذه الفئة تعاملوا مع هذا النوع من الفن باستخفاف واستسهال. وبدا واضحاً عدم امتلاكهم لمواصفات هذا الفن ومتطلباته، باستثناء الشاب المصري حجي الذي بدا متميزاً بخفة ظل كما بموضوع الأغنية التي قدمها بقالب كوميدي.
الأميركية التي غنت لأم كلثوم
في المقابل بدت المشتركة الأميركية جينيفر متميزة عندما غنت وعزفت على العود أغنية "بعيد عنك" للسيدة "أم كلثوم"، ولكن الأمر المستغرب هو أن أعضاء لجنة التحكيم توجهوا إليها بالكلام باللغة العربية والتي بدا واضحاً أنها لا تفهمها، للتعبير عن اعجابهم بها. أما بالنسبة للمشترك السوري محمد الخطيب فقد اشتبهت عليهم موهبته، وبعد رفض لما قدمه غناءً للسيدة فيروز، تبين أنه يقدم فن المونولوج، فعادوا وسحبوا لاءاتهم الأربعة واستعاضوا عنها بـ 4 "نعم".
بالنسبة إلى الشاب نديم عمار المصاب بمرض التوحد، فقدم استعراضاً بالطابات وأثبت جدارته بخفته وتركيزه، تماماً كما فعل " ثنائي الأرجل الذهبية" اللذين قدما استعراضاً رشيقاً يعتمد على حركة الرجلين. وبعد انتهاء الحلقة غصّت مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها الفايسبوك الخاص ببرنامج "آراب غوت تالنت"، بخبر بأن هذا الثنائي فقد المشترك المصري الصغير محمد الشريف أثناء ممارسته للسيرك وأنها كانت الإطلالة الأخيرة له في البرنامج. كما تميز الثنائي مهدي وصوريا برقصهما المعبّر والمنسجم والتناغم، وكذلك الفرقة الفلسطينية "فرقة الكوفية الفلسطينية" بصبيانها وبناتها الصغيرات، وأيضاً "فرقة التحدي" التي كانت مبهرة في العزف على الإيقاع .
في المجمل لم يكن عدد المواهب المتميزة بارزاً في هذه الحلقة، بل كانت في مجملها مواهب شبه متواضعة، وربما هذا أمر عادي بالنسبة لشبان وشابات يبحثون عن الشهرة، ولكن يقترض بألا يتحول بعض المشتركين إلى مهزلة أمام ملايين المشتركين وإن كان الهدف من التعليق عليهم من قبل لجنة التحكيم هو من قبيل خفة الظل والمزاح.