غالبًا، لم يكن يدرك الفتى الأسترالي «ويل كونولي»، صاحب الـ17 عامًا، بأن طريقته في التعبير عن رفضه لتصريحات سياسي كبير في بلاده، سوف تغير حياته إلى الأبد، وتجلب له كل هذه الشهرة والمال، وتفتح له أبواب الحظّ من كل مكان. ففي تلك اللحظة التي قام بها «كونولي» بضرب السيناتور العنصري بـ«بيضة» في رأسه، كان يريد فقط أن يقول له: «أنت تقول كلامًا بشعًا وجارحًا»، ولكن بطريقته الخاصة.
بدأت القصة، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة «كرايست تشيرتش» النيوزلندية يوم الجمعة الماضي 15 آذار - مارس (آذار) 2019. والذي أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من المصلين المسالمين داخل المسجدين، على يد يميني متطرف. ليظهر بعد ذلك السيناتور الأسترالي اليميني «فرايزر أنينغ»، الذي أدلى ببيان رسمي عنصري للغاية ضد المسلمين، أثار غضب جميع المواطنين في نيوزيلندا وأستراليا على حد سواء، ليقوم «كونولي» بضربه بـ«بيضة» في رأسه خلال مقابلة تلفزيونية.
شجاعة «ويل كونولي» وطريقته في التعبير عن رفضه لعنصرية السيناتور والسياسي الشهير في البلاد، جعلت من الشاب ذي الـ17 عامًا، الشخصية الأشهر في العالم خلال الأيام الماضية، حتى أن المئات بل الآلاف من رواد التواصل الاجتماعي أطلقوا له وسمًا-هاشتاغ «egg Boy hero#»، أو «فتى البيضة البطل»، ونال تصرفه انتشارًا وإعجابًا واسعين في مختلف أرجاء البلاد.
الأمر لم يتوقف فقط عند هذا الحد، فبحسب ما نقله موقع «سكاي نيوز»، فقد وصل عدد متابعيه «كونولي» على صفحته الشخصية عبر موقع إنستغرام، إلى ما يقارب الـ240 ألف متابع خلال يومين فقط، كما أنه تم إطلاق حملة تبرعات له، وصلت لما يزيد عن الـ40 ألف دولار. وهذا كله في البداية فقط.
ونقل «سكاي نيوز» عن موقع «مشابل» الأسترالي، أن العديد من المهرجانات العالمية الفنية والثقافية، كانت قد منحت الشاب الشجاع تذاكر مجانية «مدى الحياة» لحضور فعالياتها في العديد من الدول. كان منها إعلان مهرجان «رولنيغ لاود» الموسيقي في مدينة «ميامي» الأميركية، الذي يعتبر أكبر مهرجان موسيقى الـ«هيب هوب» في العالم، الذي منحه تذاكر دائمة مجانية. كما أعلنت مجموعات موسيقية أخرى مثل «ذا إيميتي أفليكشن» و«فيولنت سوهو»، عن تقديمها دعوة مفتوحة للنجم الأسترالي حتى يحضر مختلف الأنشطة الفنية التي تقيمها.