جرى اليوم (الأربعاء) تشييع ودفن السوري خالد مصطفى، 44 عاماً، وابنه حمزة البالغ من العمر 14 عاماً، وهما أول ضحيتين لمجرزة "كرايس تشيرش" في نيوزلندا يجري دفنهما في مقبرة المدينة، وسيتوالى دفن بقية الضحايا بعد أن تنتهي كل الإجراءات اللازمة، وقد حضر مراسيم الدفن مئات المشيعين من مختلف الأعراق والأديان وكان بينهم زيد (13 عاماً) الابن الثاني للضحية الذي جاء إلى المقبرة وهو على كرسي متحرك وقد لف ساقيه ببطانية زرقاء بعد أن أصابه الإرهابي بطلقتين في الساق عندما كان يصلي في مسجد النور أثناء حدوث الجريمة الإرهابية، وقال الصبي مخاطباً والده وأخيه وهما محمولان على أكتاف المشيعين: لماذا تركتموني وحدي؟.
البحث عن ملاذ آمن
وتتكون عائلة الضحية خالد من زوجته سلوى مصطفى وولديه حمزة وزيد وقد جاؤوا إلى نيوزيلندا في شهر يوليو/ تموز من العام الماضي هرباً من الأوضاع الأمنية المتردية في بلدهم سوريا، وبحثاً عن ملاذ آمن وتحدثت الأم لوسائل الإعلام عن المحنة التي عاشتها وهي تستلم اتصالاً من ابنها حمزة يخبرها فيه عن دخول شخص إرهابي إلى المسجد وإطلاقه النار على المصلين بشكل عشوائي وقد شجعته أمه على النجاة بنفسه وقد حاول الفرار من المجرم مع شقيقه زيد وركضا باتجاه البوابة وحينها سمعت الأم صوت إطلاق نار وصراخ ابنها ثم أخذ صوته بالخفوت وبعدها اختفى تماماً وظلت الأم تحاول التحدث مع ابنها لمدة عشرين دقيقة من خلال الخط الذي ظل مفتوحاً بينهما ولكنه كان يحتضر ولم يستطع الكلام وبعد ذلك حمل أحدهم هاتف حمزة وقال للأم: ابنك لم يعد يستطيع التنفس.. أعتقد أنه مات.
متطوعون مسلمون يفدون من أستراليا
وفي حركة مؤثرة تدل على الاحترام قام ضابطان من رجال الشرطة المسلحين كانا يقفان عند بوابة المقبرة برفع قبعتيهما والانحاء بإجلال أثناء مرور سيارة بيضاء كانت تحمل جثماني الأب والابن، وقد حضر مراسيم الدفن 60 متطوعاً مسلماً بعضهم جاء من أستراليا من أجل المشاركة في الصلاة على الضحيتين.
يذكر أن حصيلة هذا الاعتداء الإرهابي الذي طال مسجدين في مدينة "كرايس تشيرش" هو 50 ضحية و50 مصاباً غالبيتهم من المهاجرين واللاجئين من باكستان والهند وماليزيا وأندونيسيا وتركيا والصومال وأفغانستان وبنغلاديش وبينهم أطفال ومراهقين وقد تم إغلاق المسجدين منذ حدوث الجريمة الإرهابية ولكن من المتوقع إعادة فتحهما قبل صلاة الجمعة المقبلة.