ربما يكون الاحتفال بـ"اليوم العالمي للغابات" لهذا العام 2019، هو اليوم الأهم على الإطلاق منذ بدء الإحتفال به قبل قرابة الـ 7 أعوام. فتفاقم مشكلة التغير المناخي، التي تأكل روح كوكبنا الأرضي رويداً رويداً، بحاجة إلى هكذا يوم نزيد في من التركيز على مشكلة تناقص المساحات الخضراء، التي تبثّ لنا الحياة منذ بدء الحياة على الكوكب. فالغابات تموت بفعل الكثير من ممارسات الإنسان، ولا بدّ لنا أن نوقف هذا الأمر.
القرار في مراحله الأولى..
بتاريخ 21 كانون الأول / ديسمبر من العام 2012، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً بأن يكون يوم الـ 21 من شهر آذار / مارس في كل عام، يوماً عالمياً للغابات. وبالفعل، تم الإحتفال بأول أيام هذه المناسبة، خلال العام التالي 2013. حيث كان قرار المنظمة العالمية يشجع جميع الدول الأعضاء على تنظيم أنشطة متعلقة بجميع أنواع الغابات والأشجار الموجودة خارج نطاق الغابات، مثل حملات زرع الأشجار التي يتم ممارستها احتفالاً بهذه المناسبة.
كما أنه في الوقت نفسه، يطالب بمنتدى الأمانة العامة للأمم المتحدة، المعني بالغابات والذي يعمل على تيسير أمور تنفيذ الدولي للغابات. بالتعاون مع منظمة الأغذية العالمية والحكومات، والشراكة التعاونية المعنية بالغابات، وكذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية، فضلاً عن أصحاب المصلحة بمن فيهم المجتمعات المدنية. على جانب آخر فإن الاحتفال باليوم الدولي للغابات، يعتبر ثمرة النجاح الذي حققته السنة الدولية للغابات في عام 2011.
الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للغابات..
وعبر موقعها الإلكتروني الرسمي، وتحت عنوان "الغابات هي جزء لا يتجزأ من معايشكم، وبصور لا يمكنك تخيلها". أشارت الأمم المتحدة، إلى أنه عندما نشرب كأسا من الماء، أو نكتب كلمة في قرطاس، أو نتاول جرعة من دواء الحمى، أو نبني بيتاً؛ فنحن على الأغلب لا نفكر بما يربط كل تلك الأفعال بالغابات. مع ذلك، فهذه الجوانب وغيرها الكثير من جوانب حياتنا اليومية، ترتبط بالغابات بأكثر من شكل. فالغابات وإدارتها إدارة مستدامة، واستخدام مواردها استخداماً مستداماً، وبصورة خاصة في النظم الإيكولوجية الهشة، هي مفتاح مكافحة "تغيّر المناخ"، والمساهمة الفاعلة في رفاه أجيال الحاضر والمستقبل. وذلك كون للغابات دور حاسم في التخفيف من حدة الفقر وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما ربطت الأمم المتحدة، الغابات والتعليم ببعضهما البعض ربطاً وثيقاً، حيث أوضحت أنه في 21 آذار / مارس من كل عام، تبذل المنظمة الأممية الكثير من الجهود لإذكاء الوعي بأهمية كل أنواع الغابات. وبيّنت أنه في هذا العام الجاري 2019، يُراد من اليوم الدولي للغابات تعزيز تعلم حب الغابات. كما يراد منه كذلك إبراز أهمية التعلم في هذا الإطار في كل المستويات وبما يساعد في تحقيق الإدارة المستدامة للغابات والحفاظ على التنوع البيولوجي. فالغابات السليمة تعني مجتمعات مرنة وسليمة واقتصادات زاهرة.
أهداف أساسية لهذا اليوم العالمي..
وأوضحت الأمم المتحدة، أن هذا اليوم الدولي، يهدف إلى رفع الوعي بأهمية الغابات بالنسبة للإنسان، حيث توفر له المأوى والغذاء والإلهام كذلك. وتابعت أنه ما يقارب الـ 1.6 مليار شخص حول العالم، يعتمدون على الغابات في معيشتهم ودوائهم ووقودهم وموادهم الغذائية. كما أنها تغطي ما نحوه 31% من الأرض اليابسة على سطح الكوكب. ويلعب "اليوم الدولي للغابات"، دوراً هاماً في القضاء على الفقر والتنمية البيئية المستدامة والأمن الغذائي. موضحة المنظمة الأممية أن الإدارة المستدامة لكافة أنواع الغابات، إنما هي إحدى التحديات الكبيرة التي تواجهها البلدان النامية والمتقدمة المتأثرة بالصراعات من أجل الأجيال الحالية والمستقبلية.