يحتاج الإنسان في حياته إلى تكوين صداقات حقيقية وواقعية، وهذا لا يعني أبدًا كثرتهم، لأنه مع مرور الوقت سيتأكد أن أغلبها زائفة وقائمة على المصلحة! فكيف يمكن أن نحقق الصداقة الحقيقة ونفرق بينها وبين الزائفة؟
الصداقة مطلب أساسي
بيّنت مستشارة الطفولة والمدربة الذاتية لمرحلة المراهقة «نجلاء ساعاتي» أن الصداقة مطلب أساسي لكل رجل وامرأة، لأن من أهم الاحتياجات الأساسية التي تصل بهم إلى التوازن النفسي والعاطفي هو الاحتياج الاجتماعي، والذي يتولد من الاحتكاك بالمجتمع. وتقول: «إن معايير الصداقة الحقة هي محبة الخير والرحمة والتعاطف وقت الشدة، وعكس ذلك هي صداقات زائفة قائمة على المصالح والمجاملات».
صداقات حقيقية
تؤكد «ساعاتي» أنه حتى يصل الشخص إلى التوازن النفسي والإنساني، لابد أن تسير عجلة حياته دون خلل، ولذلك لابد أن يحيط به أشخاص داعمون لكل جزء من أجزاء هذه العجلة، وفي جميع جوانب حياته، مثال ذلك:
الجانب الأسري
فما أجمل أن يكون الآباء أصدقاء لأبنائهم إلى جانب الوالدية!
الجانب المهني
وفيه يحتاج المرء إلى صداقات ناجحة وملهمة؛ لتنعكس عليه بالإيجابية والطموح والهمّة العالية.
الجانب النفسي
وفيه يحتاج الشخص لصداقة حقيقية لتحتوي أسرار أخطائه، وتخفف عنه من الضغوط التي تقع على عاتقه من جرائها.
الجانب الجسدي
ويجب أن تغذيه صداقة تزيد من ثقافة العناية بالجسد واللياقة؛ حتى يظل بصحة وعافية.
الجانب العقلي
ويحتاج الشخص فيه لمن يحفزه ويزيد من شغفه لتطوير الوعي والإدراك والطموح لديه لاكتساب كل المهارات الجديدة.
الجانب الروحي
وجود الأصدقاء فيه يعني التعاضد والتحفيز لفعل الخير، وأي عمل من شأنه أن يزيد الأجر عند الله.
الجانب المالي
وفيه يحتاج الإنسان إلى الصديق الصدوق، الذي يدله على الطريقة الصحيحة لإدارة المال واستثماره والمحافظة عليه، الأمر الذي يعود بالنفع على حياته.
وبذلك يكون المرء قد حصل على صداقة حقيقية غير زائفة في كل جانب من جوانب حياته، وعلى صديق صدوق؛ يساعده على تخطي العقبات وتجاوز الأزمات، عندها تصبح عجلة الحياة أكثر مرونة وسعادة.