الكائنات الأخرى عموماً، دائماً تشعرنا رؤيتها في موطنها الطبيعي بالدهشة الكبيرة، لأنها في مكانها يكون لها سحرها الخاص. ولكن عندما نصادف بعض هذه المخلوقات، التي تعتبر نادرة الوجود أو الظهور، فهذا بدون أي شك يدل أننا محظوظون. فليس بإمكان أي شخص أن يلتقي وجهاً لوجه مع هذه الكائنات الساحرة. ومؤخراً، كان الحظ حليف اثنين من الصيادين الأستراليين في ذلك.
الصدفة قادتهما إلى سمكة «شمس المحيط» النادرة..
وتنقل لكم «سيدتي» عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، بأن الصياد الأسترالي «ستيفن جونز»، لم يكن يعرف عندما خرج للصيد في ذلك اليوم برفقة صديقه «هينتر»، أنهما سيكونان من أكثر الأشخاص حظاً في العالم، لكنه أدرك ذلك عندما لمح مخلوقاً بحرياً نادراً للغاية، على أحد الشواطئ المهجورة التي تبعد قرابة الـ 25 كيلومتراً إلى الشرق من منبع «نهر موراي River Murray»، والشهير بكونه وجهة صيد معروفة ومكان لقضاء الإجازات في جنوب أستراليا.
في بادئ الأمر، لم يُصدق «جونز» و«هينتر» ما رأته أعينهما، وظنّا أنها قطعة خشبية على شكل سمكة «شمس المحيط» النادر الضخمة، ولكن عندما اقتربا منها، وجدا أنها سمكة حقيقية كان قد جرفها الموج إلى ذلك الشاطئ، الذي كان خالياً من الناس حينها. وعلى الرغم من أنها كانت نافقة هناك، إلا أن كلا الصيادين الأستراليين كانا قد شعرا بصدمة كبيرة عند العثور عليها، وعندما لاحظا مدى ضخامتها، إذ أنها كانت بطول يزيد عن الـ 2 متر، ووزنها بضعة مئات من الكيلوغرامات. لحظتها.. ولحظتها فقط أدرك «جونز» كم كان محظوظاً.
من جهتها، لم تصدق «لينيت غرزيلاك»، صديقة «جونز» ما وجده الصيادان على الشاطئ، ونشرت صورة لـ«جونز» وهينتر» عبر صفحتها الشخصية على موقع «فيسبوك»، وكتبت معلقة عليها: «أمر لا يصدق.. سمكة شمس المحيط التي وجدها صديقي على شاطيء (كورونغ Coorong) قبل ليلتين... لقد اعتقدت أنها زائفة في بادئ الأمر». وأضافت «غرزيلاك» قائلة: «لقد اعتقد الاثنان أنها مصنوعة من الخشب عندما شاهداها أثناء قيادتهما على طول الشاطىء».
هذا ما قاله الخبراء..
بعد انتشار صورة السمكة النادرة بشكل واسع، وصلت إلى «رالف فوستر»، مدير مجموعة الأسماك في المتحف الأسترالي الجنوبي «ساوث أستوريليان موزيم South Australian Museum»، الذي أوضح بدوره السبب من وراء انجراف العديد من أسماك «شمس المحيط» إلى الشواطيء قائلاً: «أحد أكبر المخاطر التي تواجه هذه الأسماك، هو تعرضها إلى الصدمات من قبل القوارب الكبيرة في البحر. وأيضاً هي غالباً ما تأكل أكياس البلاستيك التي تلقى في مياه البحار أو المحيطات، ظناً منها بأنها نوع من الأسماك تسمى (أسماك الجلي)، وهذا الأمر كفيل بقتلها».
وعلى الرغم من أن أسماك «شمس المحيط» لا تعيش في مياه أستراليا، إلا أن «فوستر» بيّن أنه من الشائع أن تنجرف هذه الأسماك إلى شواطيء أستراليا الجنوبية، وأشار إلى تلقيه الكثير من التقارير كل عام حول هذا الأمر، على الرغم من أنها تعيش على مسافة بعيدة في عمق البحر».
ما لا تعرفونه عن هذا المخلوق النادر..
ومن الجدير بالذكر، أن سمكة «شمس المحيط»، من الممكن أن تنمو حتى يصل طولها إلى قرابة مترين اثنين، ووزنها قد يزيد عن الـ 2.5 طن. ولكن رغم حجمها الكبير هذا، إلا أنه من الصعب جداً رؤيتها أو العثور عليها لأنها تعيش في أعماق بعيدة، بالإضافة إلى أنها لا تستطيع مواجهة أخطار المفترسات البحرية، لذلك هي تتقن الاختباء والتخفي عن الأسماك الأخرى.
كما أن هذا النوع من الأسماك، يعيش غالباً في المياه الاستوائية في العالم، وبسبب زعانفها الطويلة والغريبة، يظن الكثيرون من الناس والصيادين خصوصاً، أنها «أسماك قرش» بسبب شكل زعانفها. لكنها على العكس تماماً في طبيعتها من تلك الأسماك المفترسة والخطيرة. ومن جهة أخرى، فإن أسماك «شمس المحيط» تعتبر من أشهر الوجبات الشهية في العديد من مناطق القارة الآسيوية، وخاصة في كل من اليابان وكوريا وتايوان.
وللوهلة الأولى قد يظن من يرى سمكة «شمس المحيط»، أو كما تُسمى عادة بـ«مولا مولا»، بأنها إحدى مخلوقات ما قبل التاريخ، وذلك بسبب شكلها الغريب، فهذه السمكة التي تعتبر من ضمن أنواع الأسماك الضخمة والثقيلة، تتميز بأن جسدها يأتي بشكل شبه دائري أو أقرب إلى المربع المسطح. ومن يراها قد يعتقد بأن الجزء الخلفي من جسمها غير موجود، وذلك لأنها لا تمتلك زعنفة ذيلية.
قصة ظهور سمكة الشمس العملاقة وكيف عثر عليها صيادين
- أخبار
- سيدتي - محمد المعايطة
- 05 أبريل 2019