بعد أن أعطت رئيسة وزراء نيوزيلندا الشابة جاسيندا أرديرن «38 عامًا» صورة مثالية لحكومتها بتضامنها الكبير هي وشعبها مع مواطنيها المسلمين إثر الهجوم الإرهابي الذي تم من قبل إرهابي أسترالي الجنسية، أوقع 50 شهيدًا وشهيدة، صدمت عائلة بريطانية من أصل سيرلانكي، مقيمة في بريطانيا منذ عام 1990، خططت لعيش حياة جديدة في نيوزيلندا، عندما رفضت سفارة نيوزيلندا في بريطانيا منح فيزا دخول لابنتهما المراهقة «بوميكا سوهينثان» البالغة من العمر «15 عامًا» بحجة أنها لا تتمتع بالمستوى الصحي المطلوب لزوار ومقيمي نيوزيلندا، بسبب إصابتها بمرض «متلازمة داون»، وأن قبول السفارة منحها فيزا دخول، تخولها العيش والإقامة في نيوزلندا مستقبلاً، سيفرض تكلفة علاج صحي عالية، وتعليم خاص على الدولة، بينما حصل كافة أفراد عائلتها وإخوتها على الفيزا التي تخولهم دخول نيوزيلندا، والعيش بمدينة «أوكلاند» ما عدا شقيقتهم الصغيرة المصابة بمتلازمة داون.
العائلة ترفض الانتقال
وكان والدا موبيكا «15» عامًا: نيلاني «52 عامًا» وناجاراجا سوهينثان «53 عامًا»، ويعمل مهندس، ،وشقيقتيها تانيا «19 عامًا»، وسوميا «14 عامًا»، قد حصلوا جميعاً على تأشيرات دخول نيوزيلندا للعمل والدراسة فيها بحرية، لكن تم رفض منح ابنتهم الثالثة التأشيرة لأنها مريضة بمتلازمة داون، بحجة أن إلحاقها بمدرسة تعليم خاص لمن هم في حالتها، وعلاجها الصحي، سيكلف الدولة النيوزيلندية مالاً كثيراً، وهذا الأمر غير متاح للزوار والمقيمين الأجانب لديها حاليًا. تقيم بوميكا في حي «تشيلترن» بمقاطعة «باكينغامشير» جنوب شرق إنكلترا في مدرسة للتعليم الخاص، تعمل على تطوير قدراتها.
وظيفة الأم وراء قرار الأسرة
وسبب تفكير العائلة بترك إقامتها في بريطانيا، والانتقال إلى نيوزيلندا، هو حصول الأم نيلاني على وظيفة مستشارة في مجال تكنولوجيا المعلومات بإحدى كليات «أوكلاند» براتب سنوي مغرٍ قدره «74» ألف جنيه أسترليني.
لم تستسلم العائلة، فعرضت على إدارة قسم الهجرة النيوزيلندية التوقيع على تعهد بدفع كامل تعليم وعلاج ابنتهما بوميكا في نيوزيلندا، وبهذا لن تكلف الدولة أي دولار واحد، لكن عرضها لم يقبل من أي جهة رسمية.
3 أشهر في المحاكم
أمضى والدا بوميكا ثلاثة أشهر في المحاكم النيوزيلندية، حيث رفعا طعناً قضائياً ضد قرار إدارة الهجرة النيوزيلندية بمنع ابنتهما بوميكا من الحصول على تأشيرة دخول إلى نيوزيلندا، وعدم اعتبارها زائرة حقيقية كباقي الزوار في العالم بذريعة مرضها، إلا أن جلسة الاستماع الأخيرة في المحكمة التي تمت في الأسبوع الماضي، حكمت بأن قرار إدارة الهجرة نهائي، ورفضت قبول الطعن منهما.
قرار مشين
وحين حاولت العائلة قضاء يوم عيد الميلاد في نيوزيلندا، طلبت فيزا زائر مؤقت لابنتها بوميكا لترافقهم، من سفارة ماليزيا التي توقفوا فيها، لكن رفضها قوبل بالرفض أيضاً.
ووصفت نيلاني والدة بوميا، قرار منع ابنتها بوميكا المريضة بمتلازمة داون دخول نيوزيلندا بالقرار المشين غير الإنساني، إن ضرائب راتبها لمدة شهر واحد، ستغطي كلفة تعليم ابنتها لمدة عام كامل، كما أنها عرضت دفع كامل أقساط ابنتها الدراسية من مال العائلة الخاص، وقدرت بمبلغ 5923 جنيه إسترليني سنويًا، ورغم ذلك رفض عرضها نهائيًا، كما رفض الطعن المقدم في المحكمة للتراجع عن قرار إدارة الهجرة النيوزيلندية.
حالة بوميكا جيدة
وأضافت الأم نيلاني:حالة ابنتي الصحية ليست سيئة بل جيدة، فإعاقتها متوسطة، وقابلة للتحسن مستقبلاً، فهي تستطيع التحدث، والمشي، وتناول طعامها وارتداء ملابسها بنفسها دون أي مساعدة منا.
إنها فقط بحاجة لإشراف في الصف الدراسي، والمساعدة لفهم دروسها في المدرسة من أساتذتها.
بوميكا محطمة
وتحطم قلب بوميكا الصغير لمنعها من السفر مع عائلتها إلى نيوزيلندا، وعلمت أنهم جميعًا حصلوا على فيزا دخولها إلا هي، فشعرت بالحزن، وشعرت بأنها مختلفة عنهم، بسبب عدم منحها الفيزا، وفشلت والدتها بإقناعها أنها عادية مثلهم، حسب صحيفة «ميترو» البريطانية.
تراجعت العائلة عن حلمها
وتراجعت الأم نيلاني وزوجها عن قرار الهجرة والانتقال إلى نيوزيلندا من أجل ابنتها بوميكا قائلة: أستطيع نقل عائلتي إلى الطرف الآخر من العالم، لكني لا أستطيع ترك ابنتي بوميكا وحدها بالطرف الآخر، لهذا تحطم حلمنا الكبير بتغيير حياتنا، وعيش تجربة حياة جديدة في نيوزيلندا.
وكانت نيلاني وزوجها قد هاجرا إلى بريطانيا من سريلانكا عام 1990، وعاشا فيها مع بناتهن الثلاث 25 عامًا لغاية عام 2015، حيث انتقلوا للإقامة بمدينة دبلن في إيرلندا، وحين أتيحت لهم فرصة عمل جيدة خاصة نيلاني، قررت العائلة تغيير حياتها للمرة الثالثة والهجرة إلى نيوزيلندا، حيث استلمت وظيفة جيدة براتب مغرٍ قدره 74 ألف جنيه استرليني، فسبقت عائلتها إلى مدينة «أوكلاند» النيوزيلندية، واستأجرت منزلاً رائعًا، وانتظرت التحاق عائلتها بها، وعندما رفضت المحكمة قبول الطعن المقدم منها ومن زوجها، استقالت الأم نيلاني من وظيفتها في نيوزيلندا، وعادت إلى عملها السابق في «دبلن» بإيرلندا، وهي محطمة القلب.
وقالت نيلاني بأسف: كانت ستكون نيوزيلندا مكان إقامة مميز ولطيف وهاديء لعائلتي، خاصة وأنني وزوجي المهندس نمتلك مهارات وخبرة جيدة بالعمل، مما ستجعل حياتنا سعيدة وآمنة اقتصاديًا، لكن التمييز في المعاملة التي قوبلت فيه ابنتي بوميكا، حرم عائلتي من فرصة جيدة لنا بحياة جديدة.
وأضافت: ابنتي الكبرى تانيا تدرس الطب في بلغاريا، وتحقق نتائج رائعة، وهذا سيجعلها تحظى بفرصة مهنية مميزة تفيد بها الناس بحقل الطب والعلاج.
وعلقت إدارة الهجرة النيوزيلندية قائلة: كان بإمكان حصول بوميكا على فيزا طالبة، لكنها لم تكن على المستوى الصحي المطلوب في نيوزيلندا، فاضطررنا إلى رفض إعطائها الفيزا.
وقبولها كان سيفرض كلفة عالية على إدارة الصحة العامة لدينا.