على الرغم من أن البريطانية «ستاسي ورسلي»، كانت قد «قــامــرت» بجميع أموال التبرعات التي تم جمعها من أجل علاج ابنها من مرض السرطان، وكانت قد خسرت كل هذه الأموال، إلا أن المحكمة في مدينة «ليدز» الواقعة غرب مقاطعة «يوركشير» شمال إنجلترا، أصدرت قراراً صادماً بإلغاء حكم السجن بحقها. وهو الأمر الذي أثار غضب وحفيظة الكثير من البريطانيين.
وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام العالمية عن الصحف البريطانية، فإن القاضي «غاي كيرل»، كان قد قَبِلَ ما بررته «ورسلي» للقيام بفعلتها هذه، بأنها كانت تعاني من ضغط شديد للغاية، ولذلك قررت أن تقامر بأموال التبرعات التي وصلت حتى 135 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل تقريباً 166 ألف دولار أمريكي، وكانت السيدة البريطانية قد خسرت كل هذه الأموال في المقامرة. حيث رأى القاضي أن نيتها كانت تفادي الخسائر الكبيرة، ومحاولتها بتعويض كل هذه الأموال.
وبحسب الصحف المحلية، فإن «ستاسي ورسلي»، البالغة من العمر 32 عاماً، والتي تعمل ممرضة بإحدى المستشفيات، كانت تحاول جمع المزيد من الأموال لعلاج ابنها «توبي ناي»، الذي كان مُصاباً بسرطان من نوع نادر يُسمى «مرض الخلايا البدائية العصبية». ولذلك قررت أن تبدأ المقامرة عبر مواقع خاصة على الإنترنت.
ومن جهته، قال القاضي «غاي كيرل» لـ«ورسلي» خلال المحاكمة: «لقد أصبحتِ مهووسةً بالوضع الذي وجدت نفسك فيه. لا أحد يمكنه أن يفشل في أن تهز قصتك مشاعره». ويُشار إلى أنه تمت تغطية تكاليف علاج الطفل «توبي» في وقت لاحق، بعد أن تمكن فريق «ليدز يونايتد» الإنجليزي لكرة القدم، من جمع مبلغ 200 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل تقريباً 261 ألف دولار أمريكي للعلاج.
نهاية غير سعيدة للقصة..
لم تحظَ «ورسلي» بنهاية سعيدة لقصتها، إذ أن طفلها المسكين «توبي ناي»، كان قد فارق الحياة بعمر السادسة فقط، خلال الفترات القليلة الماضية، بعد أن كان محارباً شجاعاً لمرض السرطان. وكانت محكمة مدينة «ليدز»، قد حكمت بالسجن لمدة عامين على الأم «مع وقف التنفيذ»، وذلك عقب اعترافها بالاحتيال في جلسة استماع سابقة.
رغم ردود الأفعال الغاضبة.. هنالك وجهة نظر بالحكم
وعلى الرغم من غضب العديد من البريطانيين جراء الحكم الذي أصدرته المحكمة، إلا أن القاضي «كيرل» كان لديه وجهة نظر فيما يخص إعفاء الأم المقامرة من العقوبة، حيث قال بأنها كانت تحاول الموازنة بين «الضغط الكبير» الذي تعرضت له، وبين رغبة الأشخاص الآخرين في جمع تبرعات لحالات مشابهة بقصد فعل الخير، مشيراً القاضي إلى أن الأم لم تنفق المال على شراء «مواد أو كماليات فاخرة» لمصلحتها الشخصية.
وتابع القاضي موضحاً، أن شركات القمار على الإنترنت، كانت قد تبرعت بدورها بالمبلغ الذي خسرته الأم وهو 135 ألف جنيه، وذلك من أجل إعادته إلى المانحين أو المتبرعين الأصليين الذين أنفقت «ستاسي» أموالهم على القمار. وكان من بين المتبرعين لمعالجة الطفل «توبي»، مدرسته التي كان يدرس فيها، حيث جمعت له تبرعات بمبلغ 6000 جنيه، أي ما يقارب 7800 دولار.