لم يكن وصولهن إلى أعلى هرم السلطة ومصدر اتخاذ القرار سهلاً أو مفروشاً بالورود، لكن قناعة الارتقاء في سلم المسؤولية، والعطاء باحترافية، والدقة في التموضع، ونبض الكفاءة الذي لا يتوقف، فند وجود فرق بين رجل وامرأة في تحمل المسؤولية، بل ونجحن تلقائياً من محو محاولات التمييز بين الجنسين.. إنهن نساء قفزن من عتبة السياسة أو الدبلوماسية إلى رأس أرقى المناصب لتسيير شؤون بلدان كبيرة في العالم.. فهل السر في الروح القيادية أم الرصيد العلمي والسياسي؟
نهاية الاحتكار
تقود حليمة يعقوب دولة سنغافورة وفي حقيبتها رصيد علمي وسياسي معتبر، أكسبها شهرة ومن ثم شعبية أهلتها لأن تكون المسؤول الأول في هذا البلد الأسيوي الناشئ، علماً أن الرئيسة حليمة يعقوب تدرجت في تحمل المسؤولية، فمن فوزها بالانتخاب داخل البرلمان، تم تزكيتها من طرف حزبها لتقلد منصب وزيرة تنمية المجتمع ثم وزيرة الشباب، وبعد ذلك وزيرة الرياضة، وكذا وزيرة الأسرة والتضامن الاجتماعي. وتقوم الرئيسة حليمة يعقوب بتسيير دواليب الدولة بثقة ورؤية محكمة.. ما يعد مؤشراً إيجابياً يشجع المرأة على الخوض في هذا العالم والظفر بمناصب قيادية، لينهي احتكار الرجل لهذا المنصب المرموق.
ناطقة متمرسة
تتحلى «كوليندا جرابار كيتاروفيتش» بروح قيادية عالية وحنكة دبلوماسية أهلتها أن تتربع في منصب رئيسة دولة كرواتيا منذ شهر فبراير 2015، علماً أن تكوينها ومسارها كان في الحقل الدبلوماسي، فمن سفيرة بلدها في الولايات المتحدة الأمريكية إلى حمل حقيبة وزارة الخارجية، وسمح لها إتقان 7 لغات؛ اللغة الكرواتية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية، إلى جانب البرتغالية، شغل منصب الأمين العام المساعد لشؤون الدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي منذ عام 2011، وحتى العام الماضي، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب المهم. وتوصف هذه الرئيسة بأنها ناطقة متمرسة وتسير الملفات بذكاء وبصيرة.
قوية وصلبة
يفضل البعض تسمية رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرج بـ «إرنا الحديدية» أو الرئيسة القوية والصلبة، بالنظر إلى تشددها الكبير اتجاه سياسة الهجرة ومنح اللجوء إلى الأجانب، لديها تجربة معتبرة في السياسة والحكم كونها شغلت منصب وزيرة الحكم المحلي والتنمية الإقليمية بين سنوات2001 و2005، وعقب فوزها في انتخابات سبتمبر 2013، أصبحت ثاني امرأة تتولى رئاسة وزراء النرويج بعد الرئيسة السابقة «جرو هارلم برونتلاند».
تزكية البرلمان
يتضح ظاهرياً أن رصيد الأثيوبية «سهلورق زودي» الدبلوماسي الثري والمميز، كان عاملاً مساعداً عجل بانتخابها من طرف البرلمان الأثيوبي بتاريخ 25 أكتوبر 2018، لتصبح أول امرأة تتقلد هذا المنصب في تاريخ إثيوبيا. وكل من يعرف هذه المرأة من قريب يعترف بحكمتها وحنكتها وتمتعها بروح قيادية، يمكن أن تمد بلدها بالكثير من الوقود لتحقيق الكثير من التنمية، والحفاظ على المزيد من الاستقرار. ويذكر أن «سهلورق زودي» دبلوماسية سابقة عملت ممثلةً خاصةً للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، لدى الاتحاد الإفريقي، ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الإفريقي.
سياسية شهيرة
تتربع في جورجيا الدبلوماسية السابقة «سالومي زورابيشفيلي» على أعلى منصب في البلاد عقب فوزها بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة في جورجيا، في نوفمبر الماضي، بنسبة تصويت بلغت 59.6% خلال جولة الإعادة، على الرغم من أنها ولدت في فرنسا. وعملت في سفارة بلدها في هذه الدولة الأوروبية، وبعد ذلك تقلدت هذه السياسية الشهيرة منصب وزيرة خارجية جورجيا في الفترة الممتدة من 2004 إلى 2005.