في الأسبوع الأول من ربيع كل عام، حيث تغير معظم الدول توقيتها الشتوي إلى الصيفي، تختلف حياة الموظفين، ويعانون من نقص حاد في عدد ساعات نومهم، مما يحدث تأثيراً مضطربًا في استيقاظهم ونومهم.
وتعتمد الكثير من الدول الأوروبية والعربية تغيير الوقت ضمن ما يعرف ب «نظام التوقيت الصيفي» مع دخول فصل الربيع، وهذا ما يدفع الكثيرين إلى النوم ساعة أقل مما اعتادوا عليه.
وقد لا تبدو هذه الساعة بالوقت الكثير، إلا أن العلماء يقولون إنه يجب الحصول على قيلولة خلال العمل لتعويض النوم الضائع بسبب تغيير التوقيت.
وبحسب الدكتورة النفسية، نيرينا راملاخان، التي قادت البحث التابع لمؤسسة «Silentnight» وجامعة ليدز، فإن التغيير في الوقت قد يجعل بعض الأعمال تنخفض إلى 4 ساعات فقط.
وأضافت راملاخان: إن «فقدان ساعة نوم يضر بشكل خاص بالأفراد الذين يكافحون بالفعل للحصول على ليلة نوم جيدة»، وأثبتت الأبحاث الحديثة التي أجرتها «Silentnight» أن العديد من البريطانيين، بمن فيهم الأطفال، محرومون بشكل خطير من النوم.
وتابعت الدكتورة: «على عكس أسلافنا، فنحن محاطون دائمًا بإضاءة إلكترونية غير طبيعية، سواء كانت من تجهيزات الإضاءة أو شاشات الكمبيوتر أو التلفزيونات أو الهواتف المحمولة، وهذا التعرض المستمر للضوء الصناعي يمكن أن يكون له تأثير على نوعية نومنا، وغالبًا، حتى عندما نعتقد أننا ننغمس في نوم طويل، والحقيقة هي أن نوعية نومنا رديئة وما زلنا نستيقظ ونشعر بالتعب».
وأضافت راملاخان في دراسة مماثلة في العام الماضي، إن نحو 25% من الموظفين لا يحصلون سوى على خمس ساعات نوم فقط كل ليلة، أي أقل بثلاث ساعات تقريبًا من المعدل المتوسط، ومع تغير التوقيت، سينخفض عدد ساعات النوم لديهم إلى أربع ساعات فقط، وهو قدر منخفض بدرجة خطيرة.
وأكدت راملاخان أنه «ينبغي على رؤساء العمل النظر في السماح للموظفين بأخذ غفوة قصيرة في المكتب، فهذا قد يحدث فرقًا كبيرًا في جودة العمل، وفقًا لصحيفة «ميرور» البريطانية، وموقع «روسيا اليوم».
وأضافت أن الغفوة التي تعمل على تجديد الطاقة، يجب أن تؤخذ ما بين الساعة الثانية ظهرًا والرابعة بعد الظهر، ولكن لا ينبغي الحصول على قيلولة في وقت لاحق، لأن ذلك قد يؤثر على وقت النوم الأساسي في الليل، الذي يرتبط نقصه أو قلته بمجموعة كبيرة من المشكلات الصحية، والتي تشمل الاكتئاب ومرض السكري وأمراض القلب.
ريتشارد برانسون يسمح لموظفيه بقيلولة العمل
ومن أشهر مدراء الأعمال الذين يسمحون لموظفيهم بقيلولة العمل هو الملياردير ريتشارد برانسون مؤسس مجموعة شركات «فيرجين» الذي تفاجأ بأحد موظفيه نائمًا على أريكة بأحد فروع شركته في أستراليا، لكنه لم يوقظه، ولم يعاقبه بخصم من راتبه، أو بتوجيه إنذار رسمي له، لكنه قام بأخذ صورة معه، وكتب في تدوينه على موقع «فيرجين» عبر «تويتر»: «لكي نكون منصفين، الرجل على أهبة الاستعداد، وكان يبحث عن قسط من الراحة بحاجة إليه»، وأضاف: «هذا الموظف عمل حتى تعب مما اضطره للراحة قليلاً».