لا يتمكن العلماء كل يوم، من اكتشاف أمر مهم يغير نظرتهم أو يوضحها بما يخص تطور الحياة على كوكبنا، لكنهم أعلنوا مؤخرًا، عن كشف أثري غاية في الأهمية، يشرح لهم بشكل كبير مراحل مهمة في عملية تطور الثدييات البحرية. وذلك بعد أن عثروا في صحراء ساحلية بجنوبي «البيرو»، على حفريات لحوت «برمائي»، كان يمتلك 4 قوائم. حيث قدر العلماء بأنه كان قد عاش قبل ما يقارب الـ43 مليون عام تقريبًا.
وبحسب ما نشره موقع «العربية.نت»، فقد قال العلماء يوم الخميس الماضي 4 نيسان-أبريل (نيسان)، إن الحوت الذي يسمى «بيريغوسيتوس» المسالم، يبلغ طوله ما يزيد على الـ4 أمتار، وهو يعتبر بمثابة «خطوة انتقالية حاسمة، قبل أن تصبح الحيتان متكيفة بالكامل مع الحياة البحرية فقط».
وتابع العلماء، أن المثير بأمر هذا الحوت، أن أطرافه الأربعة، كانت قادرة على حمله والسير به على اليابسة. ما يعطي علامات بأنه كان يستطيع العودة إلى الساحل الصخري حتى يستريح من الصيد أو السباحة. كما أنه من الممكن أنه كان يلد هناك على البرّ قبل أن يقضي معظم وقته في البحر.
وتابع «العربية.نت»، أن العلماء أشاروا أيضًا، إلى أن أطراف الـ«بيريغوسيتوس» المسالم، كانت تنتهي بحوافر صغيرة. حيث يعتقدون أنها موصولة بأغشية لمساعدته على السباحة. كالأغشية الموجودة بين أصابع طيور البطّ والضفادع. وفي تصريح لـ«أوليفر لامبرت»، الخبير في الحفريات بالمعهد البلجيكي الملكي للعلوم الطبيعية، والذي كان قد أدار وأشرف على البحث المنشور بمجلة «كارنت بيولوجي» العلمية: «نعتقد أن هذا النوع من الحيتان، كان يتغذى داخل الماء، وأن تحركاته في البحر كانت أسهل مقارنة بتحركاته على اليابسة».
ومن الجدير بالذكر، أنه وطوال الفترات الماضية، لم يتمكن علماء الأحياء من فهم نشأة وتطور الحيتان، التي ظلت بالنسبة إليهم أمرًا غير واضح وغامض إلى حدٍّ ما. وظل الأمر كذلك حتى بداية حقبة التسعينيات من القرن العشرين الماضي، بعد أن تم اكتشاف عدد من الحفريات التي تظهر الأجيال الأولى من الحيتان، حيث يعتقد العلماء أن نشأتها تعود إلى قبل أكثر من 50 مليون عام، ورغم ذلك بقيت غير واضحة تمامًا.