دائمًا ما يتبادر إلى الذهن سؤال: كيف أعرف شخصيتي الحقيقية؟ إذ يبدأ غالبًا هذا السؤال في مرحلة المراهقة وما بعد ذلك؛ حيث يبحث الإنسان في دواخله عن كنهه وحقيقته، رغم صعوبة فهم النفس الإنسانية في أحيان كثيرة.
وتختلف الشخصية من مرحلة إلى أخرى ومن تجربة إلى غيرها؛ مما يصقلُ الشخصيةَ ويقوي سماتها ويعزز قوتها من ضعفها، وقد تتعدّد أنواع الشخصيات التي يهتمّ علم النّفس بدراستها.
في حين تمتلك كلّ شخصيّة صفات بارزة تعطيها طبيعةً عامّةً خاصّة بها، وهذه الأنواع من الشخصيّات قد تكون إيجابيّة أو سلبيّة، وفيما يأتي معلومات تعطيها نوال الأسمري، الأخصائية الاجتماعية والحاصلة على ماجستير في الخدمة الاجتماعية، لـ«سيدتي»؛ قائلة: «هناك استناد علمي معرفي منهجي بالمجال الاجتماعي والنفسي؛ لتفسير وتحليل أنواع الشخصيات ومدى الفروق بينها، وكيفية تقبلها للضغوط، ومستويات قدرتها على التكيف مع مجتمعاتها، ووجود الخدمة الاجتماعية في المجال النفسي، جاء للاحتياج لذلك؛ لما لوحظ من التأثير العالي والملحوظ للظروف البيئية المحيطة على الجانب النفسي للشخص؛ مما سينعكس على تصرفاته مستقبلاً».
واستكملت حديثها؛ قائلةً: مفهوم الشخصية بحدِّ ذاته مفهوم واسع، ويضمُّ تحته العديدَ من المعاني، ولكن كأخصائيين اجتماعيين، نقصد بالشخصية سلوكَ الفرد الذي يتأثَّر بتكوينه البيولوجي وخبراته النفسية، والتي تكوِّن لديه العواطف والانفعالات والعمليات الإدراكية.
يتأثَّر السلوك البشري بمدى قدرة الفرد على التفاعل مع المؤثرات البيئية في ضوء خبراته وإدراكاته وطموحه؛ فمثلاً الشخصية المتكاملة، هي التي نجد فيها توازنًا وتناسقًا وتفاعلاً ديناميًّا بين الوظائف الحيوية والبيولوجية والسيكولوجية؛ بحيث تظهر لنا بصورة متوازنة واثقة من نفسها، ومتأنية في ردود أفعالها وواقعية.
أي إخفاق من أي جانب من الجوانب الأساسية، قد يقلِّل من اتزان هذه الشخصية، ويجعلها مضطربة، وبالنقيض فهناك الشخصية غير المتكاملة، أو التي تشتكي من اضطراب بأحد جوانبها؛ مما يجعلها غير منطقية بتصرفاتها، ومبالغة في ردود أفعالها؛ مما يجعل تواصلها المجتمعي والنسقي يتأثَّر سلبًا.
هناك العديد من الشخصيات المختلفة في طباعها، ولكنها تُعتبر متوسطة في اتزانها، ويكمن تبايُنُها في طريقتها للتعبير عن المشاعر، واستقبال الأخبار وطريقة ردود الأفعال على مواضيع معينة، وكذلك الاهتمامات وطريقة البحث عن المعلومة، وأهمها (الشخصية القيادية - الشخصية التنفيذية – الشخصية التحليلية – الشخصية التعبيرية أو المبدعة).
نلاحظ أن هذه الشخصيات جميعها تتعرَّض لنوع من الضغط النفسي والاجتماعي؛ بسبب سرعة الحياة والمسئوليات، وتتنوع تلك الضغوط ما بين (إحباط - صراع - أزمات - ضغوط اجتماعية)، وتختلف كل شخصية في طريقة مقاومتها لتلك الضغوط؛ فبعضهم يستخدم وسائل دفاعية كالكبت أو التبرير أو التجاهل أو التقمص أو النكوص أو السلبية، أو حتى أحلام اليقظة.
الشخص الذي يكون على درجة من الوعي، يحاول دائمًا وبصورة مستمرة أن يقيسَ على تصرفاته ومدى اتزانه الانفعالي وتقبُّله للضغوط وتعامله مع المشكلات؛ ليستطيع معرفة جوانب القوة في شخصيته فيدعمها، وجوانب الضعف فيها ويحاول تقويمها؛ ليساعد نفسه على أن يصل إلى درجة الرضا التي نطمح لها جميعًا.
سؤال يبحث عن إجابة.. كيف أعرفُ شخصيتي؟
- شباب وبنات
- سيدتي - هيبت برادة
- 17 أبريل 2019