بعد ازدياد حالات إصابة الأطفال بأمراض عقلية مفاجئة، لأسباب مختلفة من بينها الظروف العائلية، وإدمان الألعاب العنيفة في بريطانيا وأمريكا، اهتمت العائلة الملكية البريطانية بالقضية، ودعمت حملات التوعية مع الحكومة التي وجهت تحذيرات شديدة اللهجة لمنصة الفيديوهات العالمية «اليوتيوب»، ومواقع التواصل الاجتماعي للحد من بث المشاهد والألعاب العنيفة الخطرة.
وفكر الأمير هاري وصديقته الإعلامية أوبرا وينفري بمشروع إعلامي هام لتوعية الملايين بأهمية إبداء مزيد من الاهتمام بالصحة العقلية، والتحلي بالقوة والصلابة لمواجهة الحياة وصعوباتها بشجاعة وأمل.
ويجري العمل في مشروع إنتاج سلسلة أفلام وثائقية عن الصحة العقلية، على أمل أن يلهم الناس ويساعدهم على مواجهة تحديات الحياة، وفقًا لصحيفة «ميرور» البريطانية، وموقع «روسيا اليوم»، ومن المقرر إطلاق السلسلة الوثائقية الجديدة على أجهزة آبل، في عام 2020.
وقال الأمير هاري: «أعتقد حقًا أن الصحة العقلية الجيدة، واللياقة البدنية العقلية معاً، هي مفتاح القيادة القوية والمجتمعات المنتجة ذات الغاية الذاتية. إنها مسؤولية كبيرة في الحصول على هذا الحق، حيث نأتي إليك بالوقائع، نأمل أن تكون هذه السلسلة إيجابية ومفيدة وشاملة- مشاركة قصص عالمية عن روح إنسانية لا مثيل لها تقاوم من أحلك الأماكن، وفرصة لنا لفهم أنفسنا ومن حولنا بشكل أفضل. أنا فخور للغاية بالعمل مع أوبرا على هذه السلسلة الحيوية».
ونُشر إعلان عن المشروع في حساب الأمير هاري وميغان على «أنستغرام»:«SussexRoyal»، وينصب تركيز السلسلة الوثائقية متعددة الأجزاء على كل من المرض العقلي والصحة الذهنية، وكذلك إلهام المشاهدين لإجراء محادثة صادقة حول تحديات الحياة.
وقضى الأمير هاري سنوات عديدة في العمل مع المجتمعات في جميع أنحاء بريطانيا، والشباب في جميع أنحاء الكومنولث، لكسر «وصمة العار» المحيطة بالمرض العقلي وتوسيع نطاق الحديث عن المشكلات النفسية، لتسريع التغيير من أجل مجتمع أكثر تعاطفًا وروابط إيجابية.
وتحدث هاري عن صراعاته في الماضي، كما أطلق مؤسسة: «Heads Together» الخيرية بالتعاون مع دوق ودوقة كامبريدج الأمير ويليام وكيت ميدلتون عام 2016، من أجل تقديم الدعم للمصابين بأمراض عقلية، ولكسر «وصمة العار» التي تلحق بهم، والحث على تقديم دعم عاطفي ومجتمعي وطبي لهذه الفئة في المجتمعات الإنسانية.
وكان الأمير هاري في أحاديث سابقة منفتحًا وصريحًا حول معاناته النفسية جراء فقده والدته الأميرة ديانا مبكراً، وصراعه مع نفسه لهزم مشاعره السلبية وتخطي أزمته النفسية حيث كاد يصيبه انهيار نفسي من شدة الصدمة لوفاة والدته، لكنه صارع حالته النفسية وانتصر عليها بقوة إرادته، ومضى قدمًا في حياته بشكل طبيعي. كما اعترف أن تحدثه عن آلام فقدانه لوالدته التي شعر بها بعمر الـ 12 سنة، أفادته نفسياً لدرجة كبيرة، حسب ما أوردت وكالات بريطانية وأمريكية.
تجدر الإشارة إلى أن صداقة متينة تجمع بين الأمير البريطاني وأوبرا وينفري، التي حضرت زفافه الملكي من ميغان ماركل العام الماضي. وتقضي أوبرا وينفري حاليًا وقتًا كبيراً في لندن من أجل مشروعها الجديد مع الأمير هاري.
وقد كشفت أوبرا وينفري في مقابلة حديثة لها في برنامج «ذا مورنينغ» على قناة «سي بي إس» عن مشروعها الإعلامي الجديد مع صديقها الأمير هاري، وأثنت على زوجته الدوقة ميغان ماركل، ووصفتها بأنها ليست مجرد أميرة أنيقة ورشيقة وجميلة وحيوية وعفوية، بل هي تملك أيضاً قلباً دافئاً وإنسانيا وممتعاً ومحباً للغاية.