أثبتت المواهب السعودية نفسها في جميع المناسبات الكبرى والبرامج الفنية التي اشتركت فيها، سعودياً وخليجياً وعربياً، خاصةً بعد إطلاق هيئتَي الترفيه والثقافة، حيث مكَّنتا هذه المواهب من تطوير نفسها، وتوفير أفضل الفرص لها، والوصول إلى أعلى المراتب.
ولعلّ من أبرز هذه البرامج «أرابز جوت تالنت» الذي يعدّ الأضخم من نوعه عربياً، حيث أبدع السعوديون في نسخه السابقة، وحققوا إنجازات مهمة، وقدموا للجميع مواهبهم المتنوعة.
«سيدتي» التقت عدداً من المشتركين في النسخة السادسة من البرنامج للحديث عن تجربتهم فيه، وبداياتهم في عالم الموهبة، لتستفيد منها المواهب السعودية الصاعدة، وتسير على نهجهم.
الراقصة ليان
بدايةً، تحدثنا إلى الطفلة الراقصة ليان يحيى، فكشفت لنا أنها بدأت في تطوير موهبتها عندما كانت في الثالثة من عمرها، وقالت: «حينما كنت صغيرة كنت أتابع يوتيوب كثيراً، وفي إحدى المرات شاهدت مقطع فيديو لروبوت يرقص، فقمت بتقليده، ومن هنا بدأت قصتي مع الرقص. أنا الآن أبلغ تسع سنوات، وقد شاركت في برنامج أرابز جوت تالنت، في نسخته السابقة، نظراً لضخامته، ورغبةً مني في إظهار موهبتي للعالم العربي كله». وأضافت: «قمت بالاستعداد للبرنامج عبر التدريب المستمر، والحمد لله، أديت عروضاً رائعة على الرغم من قوة المنافسة، لأنني واثقة من أهدافي، ووجدت الثناء والإعجاب من لجنة التحكيم، ولا أخفيكم، ردة فعلهم لاتزال عالقةً في ذهني».
إلى العالمية
أما ليال وضي خيرو، الطفلتان اللتان أبدعتا في عروض الخفة، فأوضحتا أنهما مارستا هذه الألعاب بدايةً على نطاق ضيق مع العائلة والأصدقـــاء، وأن العــرض الأول الذي شاركتا فيه، كان عام 2015، وقالتا: «شاركنا في عدد من الفعاليات والمهرجانـــات المحليــة، منها مهرجان الأسرة والطفل في الواجهة البحرية بالخبر، ومهرجان الساحل الشرقي في الدمام، ومهرجان الاحتفال باليوم الوطني في الخبر مول، ومهرجان أنوار الخير في فندق تواقيع في الخبر، كما قدمنا عروضنا أمام المخرج عبدالخالق الغانم، وقد أُعجب بأدائنا كثيراً، كذلك أمام المخرجة الكردية لورين العيسى، ولاعب الخفة عايد، الذي تبنى موهبتنا ودعمنا كثيراً، ورشَّحنا للمشاركة في أرابز جوت تالنت، ومؤخراً، أشاد بأدائنا لاعب الخفة العالمي اللبناني جينو، ونتطلع إلى الوصول إلى العالمية لنصبح مثله يوماً ما».
مايكل جاكسون
بينما كشف بندر جاكسون، راقصٌ، أنه يسعى إلى إحياء فن مايكل جاكسون، وقال: «كنت أشاهد فيديوهات مايكل جاكسون، وأستمع إلى أغانيه في صغري برفقة خالي الذي كان معجباً كثيراً بفنه، وعندما كبرت قليلاً حاولت تعلُّم حركات معينة لجاكسون عبر تشغيل الفيديوهات، وتطبيق تلك الحركات، وعندما تمكَّنت من أدائها، أصبحت أشتري أزياءً تشبه أزياءه، وأصوِّر فيديوهات خاصة بي، وأنشرها في يوتيوب، ولشدة إعجابهم بموهبتي، طلب مني عددٌ ممن يتابعني إظهارها للجميع عبر عروض حقيقية، وبالفعل، قدمت عرضي الأول في الجامعة بأمريكا، حيث كنت مبتعثاً للدراسة فيها، بعدها قررت المشاركة في برنامج «أرابز جوت تالنت»، وتحديداً عام 2010، وتم قبولي، لكنَّ وقت تصوير البرنامج تأجَّل فلم أستطع المشاركة فيه بسبب التزاماتي الدراسية، وبقيت أشارك في المسابقات والعروض الجامعية، كما درَّبت ثلاثة طلاب من نادي الرقص، وقدمنا عرضاً في الليلة السعودية التي أقامها النادي السعودي في أميركا، وقد كانت تجربة جميلة، مكَّنتني من تعلم رقصات جديدة، وحينما حان موعد التقديم على البرنامج في موسمه الخامس، تقدمت مجدداً، لكن لم يحالفني الحظ للمشاركة. وفي الموسم السادس، اتصلت بي إدارة البرنامج، وطلبت مني المشاركة فيه، والحمد لله، كنت جاهزاً تماماً، خاصةً أنني أحفظ جميع الرقصات عن ظهر قلب، إذ صممتها بنفسي لتقديم قصة معينة، وحرصت على أن تكون البداية سريعة وجاذبة للانتباه، ثم تقليل وتيرة الرقص تدريجياً». وأضاف: «اخترت أفضل الحركات، وقدمتها باللباس المخصَّص لها، وقمت بتصوير عروضي لاكتشاف الأخطاء فيها مع أصدقائي، كما التزمت بالذهاب إلى النادي الرياضي للاستعداد جيداً، وقد استغرق التصوير 10 ساعات». وتابع بندر: «شاركت في البرنامج لتعريف الناس بموهبتي، وتسهيل مشاركتي في الفعاليات الترفيهية السعودية، خاصةً أن السعوديين يعشقون العروض المسرحية، وعروض الرقص، وما شجعني أكثر، أن هيئتَي الترفيه والثقافة تدعمان الشباب السعودي. مايكل جاكسون هو بحق فنان لا يُعلى عليه، وقد أوصل بفنه ورقصه وطريقة لبسه وكلمات أغانيه رسائل كثيرة للعالم، وعلى الرغم من الشائعات التي أثيرت حوله إلا أن أجيالاً كثيرة ما زالت تسير على نهجه».
واختتم بندر حديثه بالقول: «كانت النسخة السادسة جميلة جداً، وأعجبني فيها أداء الطفلة ليان يحيى، وعدد من الراقصين والرسامين، وكنت أتمنى أن تتاح لي الفرصة بالتأهل إلى النهائيات، لكنني وجدت تشدداً في تجهيز المسرح والإضاءات لي ليخرج عرضي بأفضل شكل. التقنية التي استخدمت في إضاءة المسرح، كانت جبارةً، والحمد لله، كانت تجربتي جميلة، حيث تعرَّفت على طريقة تقديم البرامج، وسُعدت وأنا أرى أعداداً كبيرة من المشاركين من مختلف الدول يأتون لتحقيق أهدافهم بإظهار مواهبهم للجميع، وأعجبتني طريقة الإخراج والتجهيز والتصوير، وعلى الرغم من أن المسرح كان جميلاً، ومستوى الأغاني كذلك، إلا أنني لم أتمكَّن من إخراج أفضل ما لدي، وأخطأت في اللباس الذي اخترته، حيث إنني معتاد على الرقص بالبنطال القماشي الخفيف لأداء حركات سريعة، ويومها ارتديت الجينز، ما أعاقني في بعض الحركات، وما أثار انتباهي في البرنامج كذلك تفاعل الجمهور، فقد شعرت بأنه مُوجَّه لا عفوي، وقد حضَّرت خمس أغنيات، قُدِّمت منها أغنيتان غير كاملتين فقط، وبموسيقى مختلفة، كما أن الصورة كانت غالباً على لجنة التحكيم، لذا لم يشاهد الجمهور سوى عشر ثوانٍ من استعراضي».
لاعب خفة
كذلك التقينا المشترك عايد العنزي، لاعب الخفة والخدع البصرية، الحاصل على لقب «رائد خفة اليد» في المنطقة الشرقية، فشرح لنا موهبته، بالقول: «هذه الموهبة تحتاج إلى خفة اليد، وإتقان الخدع البصرية، والاعتماد على الزوايا المحجوبة عن المشاهد، وقد أحببت هذه الموهبة كثيراً، وبدأت ممارستها فعلياً عام 2010، وحرصت على تعلم كل جديد عنها». وأضاف: «تم ترشيحي من قِبل فنان الخدع جينو، رئيس جمعية ims للسحرة العالمية، واعتبرت ذلك تحدياً لنفسي، وفرصةً رائعة كي لا أتوقف عند نقطة معينة. هذا أول برنامج مواهب أشترك فيه، إذ كنت في السابق أقدم عروضي على المسارح ومواقع التواصل فقط. «أرابز جوت تالنت» من أقوى برامج المواهب في العالم العربي، لذا أفتخر بالمشاركة في نسخته السادسة، التي جمعت أهم المواهب لتصبح هذه النسخة الأجمل بين جميع مواسم البرنامج. قمت بالاستعداد للبرنامج بشكل جيد مع شيءٍ من التوتر الإيجابي، وحرصت على ترك بصمة مميزة عبر تقديم أفضل الحيل والخدع على المسرح، وقد كانت ردة فعل لجنة التحكيم على ما قدمته مُرضيةً لي».
مواهب عالمية
لاعب الخفة الذي أذهل الجمهور بقدرته ولفتته الإنسانية بإشراكه أطفال متلازمة داون في عرضه، أكد فخره بالمشاركة في البرنامج وقال: «بشهادة اللجنة، كانت الحلقة الواحدة تضم خمسة متنافسين بأعلى المستويات. الحمد لله، وضعت بصمتي في البرنامج بدليل إشادة اللجنة بما قدمته خلف وأمام الشاشات، فالجميع أثنى عليَّ في الكواليس، ولا أنسى كلمات علي جابر لي على الهواء مباشرةً، الذي قال: «من الواجب أن تعمل مع هيئة الترفيه لأن لك مستقبلاً». بالتأكيد أتشرَّف بخدمة وطني، والإسهام في تحقيق رؤية 2030، خاصةً أن المستشار تركي آل الشيخ فتح المجال للجميع لتقديم عروض ألعاب الخفة. بدأ الأمر حينما خدعني صديقي، مع أنني كنت أظن بأنني أذكى منه، وقد انبهرت بقدراته، كما دفعني حب الفضول إلى تعلُّم كيفية تطبيق الخدع لمدة أربعة أعوام، وبعد مشاركتي في برنامجٍ للمواهب بكلية الجبيل الصناعية، وحصولي على المركز الرابع، أخذت أفكر في المشاركة بـ«أرابز جوت تالنت»، لكنني تأخرت في ذلك حتى أصبحت متمكناً تماماً. مع الأسف، لم أستطع أن أعرض موهبتي في أي محطة خليجية، لذا ذهبت إلى القاهرة، وأذهلتهم هناك بموهبتي، وحصلت على الدعم المعنوي والإشادة من اللجنة المبدئية، وبدأت أستعد مجدداً لكن بكاريزما مختلفة، والحمد لله، نالت عروضي رضا الجميع بدليل ردود الفعل الإيجابية حولها. وفي الختام، أشكر البرنامج، وجميع القائمين على قناة mbc لإتاحتهم الفرصة لي، والتعامل معي بشكل راقٍ، كما أشكر كل مَن ساندني وصوَّت لي ودعمني».
نمثِّل بلادنا
تحدث إلينا فريق «هوانا السعودي» عن تجربتهم بالمشاركة في «أرابز جوت تالنت»، وبدايتهم في المجال، بالقول: «البداية كانت عبارة عن فكرة بسيطة، قدمها القائد وصاحب الطموح منصور سامبا، وقد حرصنا على تطوير هوايتنا لتصبح مصدر رزق وسعادة لنا، خاصةً أننا نُدخل السعادة في نفوس الناس، ووحَّدنا أهدافنا وطموحاتنا في الفريق، وعملنا بجد على بناء مستقبل واعد لنا، واستقطبنا أشخاصاً من ذوي الطموح. مشاركتنا في البرنامج جاءت لتحقيق هدفنا بالظهور أمام شريحة جماهيرية أكبر، لذا قمنا بالاستعداد جيداً للظهور بأفضل مستوى، وطوَّرنا إمكاناتنا، وحرصنا على تقديم ما يشد الناس، لأننا نستمد طاقتنا من الجمهور. ما جعلنا نتأخر في المشاركة رغبة في التأكد من أننا قادرون على تمثيل بلادنا أفضل تمثيل، وإظهار الشاب السعودي على أنه يستطيع فعل المستحيل، ويمتلك طموحاً كبيراً، وموهبةً فريدة، وأنه يحتاج فقط إلى تسليط الضوء عليه، وتحفيزه بتوفير كافة الإمكانات له، وفي المرحلة المقبلة سنشارك في أكثر من برنامج من تنظيم هيئة الترفيه، إضافة إلى مشاركات خارجية».
المزيد من المشاركات
| شاركت في هذه النسخة لولوة الشريف، أول مطربة سعودية تحصل على ترخيص رسمي من الهيئة العامة للترفيه للغناء أمام الجمهور، وأول سعودية تغني باللغة الإنجليزية لإيصال رسالتها إلى العالمين العربي والغربي، بأن السعودية تحتضن مواهب عدة بلغات مختلفة.
| حصل هاشم محمد حسين على «البازر الذهبي» بعد تقديمه استعراضاً راقصاً من روح المستقبل، نال إعجاب لجنة التحكيم ومقدمي البرنامج.