طوال 35 عاماً -وربما أكثر من ذلك بقليل- ادعى الجندي الأمريكي المتقاعد مايك رودولفو، أنه أصيب بالعمى. وكان الجميع –ومن بينهم السلطات الأمريكية نفسها- تتعامل معه على هذا الأساس، ولكن بعد 3 عقود ونصف العقد ظهرت الحقيقة التي أخفاها رودولفو طوال هذه العقود، وحدث الأمر الذي لم يكن بحسبانه أبداً.
وبحسب ما نقله موقع «سكاي نيوز»، عن صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» الأمريكية، فإن الجندي المتقاعد ينتظر خلال الفترات القليلة القادمة تنفيذ حكم بالسجن سوف يصل لمدة عام كامل. وذلك بعد أن خدع الجميع –ومن بينهم السلطات- بأنه كان أعمى طوال 35 عاماً، حتى يستطيع الاستفادة من التعويضات المالية الحكومية التي تصرفها وزارة شؤون قدامى المحاربين، والتي بلغ مجموعها ما يزيد عن الـ 1.3 مليون دولار أمريكي.
وكانت الصحيفة الأمريكية قد ذكرت، أن المحكمة المختصة أصدرت يوم الأربعاء الماضي 10 أبريل، حكماً بحق على الجندي الأمريكي المتقاعد مايك رودولفو، بالسجن لمدة عام كامل، بالإضافة إلى إجباره على إعادة كامل المبالغ المالية التي أخذها من الوزارة بحجة إصابته بـ«عجز بالعين» وادعائه العمى، كما أنه سوف يخضع للمراقبة طوال السنوات الثلاث التي سوف تلي إنهاءه لمدة عقوبته بالسجن.
ومن جهتها، صرحت وزارة شؤون قدامى المحاربين الأمريكية، أن رودولفو كان يعاني من «عجز محدود في الرؤية»، بعد إصابته ببقعٍ في شبكية العين خلال العام 1969. وبعد ذلك بدأ الحصول على تعويضات مالية من الوزارة، وعقب مرور 14 عاماً من إبلاغ المسؤولين عن حالته الصحية، عاد ليدعي أنه أصيب بالعمى بشكل كامل، وهو الأمر الذي جعل السلطات المختصة تصرف له تعويضات كاملة له جراء العجز الطبي، رغم أنه في الحقيقة لم يكن يستحق سوى 10% فقط من مبلغ التعويضات.
محامي الادعاء الخاص بالوزارة الأمريكية المختصة، كان قد قال في تصريح له: «قد تكون العدالة عمياء، لكن السيد رودولفو ليس أعمى كما كان يدعي.. ولذلك فإنه سيقضي عقوبة في السجن لمدة عام كامل، حتى يعاود التفكير في سلوكه وتصرفاته.. وحتى يرى المستقبل بصورة أفضل».