لم يصل إلى محطة الفضاء الدولية إلا قلة من رواد الفضاء، وفقاً لبحث نشر الاثنين الماضي في مجلة «ميكروبوم»، لكن رغم ذلك اتضح أنها تعج بالمستعمرات البكتيرية والفطريات.
أخذ العلماء ثماني عينات من محطة الفضاء الدولية على مدار 14 شهراً، فوجدت دراستهم أن أي مكان على متن المحطة يضم من 10 آلاف إلى مليار وحدة تكوين مستعمرات «سي إف يو» لكل متر مربع، وهي مقياس للخلايا البكتيرية والفطرية القادرة على التكاثر.
وكانت معظم جراثيم المحطة ميكروبات بشرية أو ميكروبومات، أي أنها سكنت جلود رواد الفضاء وأمعاءهم، وسافرت معهم إلى الفضاء. وتشير الدراسة إلى أن معظم هذه الميكروبات تحتمل العدوى، وإضافة إلى ذلك، ذكر مرصد المستقبل في مقال سابق أن بعض الجراثيم على متن المحطة مقاومة للمضادات الحيوية.
هدفت الدراسة لتحديد نوعية الميكروبات الموجودة على متن المحطة وكمياتها، لذلك لم يتضح بعد مدى الخطورة التي تشكلها البكتيريا والفطريات على رواد المحطة، لكن أبحاثاً سابقة أظهرت أن السفر عبر الفضاء قد يؤثر في النظام المناعي عند رائد الفضاء ويضعفه.
وجاء في الدراسة «تتعاظم خطورة تأثير الميكروبوم على صحة رواد الفضاء خلال رحلاتهم، ويعزى ذلك إلى تغير المناعة المرتبط بالرحلات الفضائية، فضلاً عن الافتقار إلى الخدمات الطبية المتطورة والمتوافرة على الأرض».
وقد أظهر تحليل جزيئات غبار تم جمعها من المحطة، وجود نوع من البكتيريا المرتبطة بجلد الإنسان، وهي تشكل النسبة الأكبر ضمن مجموعة أخرى من الميكروبات التي عثر عليها في محطة الفضاء الدولية.
وأشار التحليل إلى وجود مجموعتين من البكتريا المسببة للأمراض البكتيرية في الغبار الذي تم تحليله، والتي تؤدي بدورها إلى التهابات.
يذكر أن الدراسة لم تحدد بوضوح خطورة هذه الجراثيم في الأماكن المغلقة، أو نقل العدوى بين رواد الفضاء.