بعد أن أثار موقف رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن المؤازر للجالية المسلمة، والمحفزة الأولى لتغيير قوانين حمل السلاح في بلادها، حفيظة المتطرفين في نيوزيلندا وأستراليا، فتلقت على إثره تهديدات بالقتل لتضامنها الإنساني الكبير مع عائلات ضحايا مذبحة المسجدين التي ارتكبها إرهابي أسترالي متطرف يؤمن بتفوق العرق الأبيض، أعادت تهديدات جديدة أخرى، قضية المسجدين إلى الاهتمام المحلي والعالمي بها.
وذكرت وسائل إعلام محلية، اليوم الثلاثاء، أن عددًا من الأشخاص الذي اتهموا بحيازة أو توزيع التسجيل المصور لمجزرة المسجدين في نيوزيلندا، الشهر الماضي، تلقوا تهديدات بالقتل.
وانتشر تسجيل صور مباشر للمجزرة المروعة التي قتل فيها 50 شخصًا، بسرعة على الإنترنت في الساعات الأولى للهجوم.
وحذرت السلطات من مغبة مشاركة التسجيل، معتبرة ذلك غير قانوني في نيوزيلندا، في وقت انتشرت موجة اشمئزاز في البلاد من هول وبشاعة المذبحة الدامية غير الإنسانية.
ومثل 6 أشخاص أمام المحكمة يوم الاثنين بتهمة حيازة أو نشر التسجيل للاعتداء المروع في 15 مارس.
وقالت المدعية بيب كيوري إن «تهديدات بالقتل وُجهت» ضد عدد من المدعى عليهم، وفقًا لما نشره موقع أخبار محكمة «كرايست تشيرش». ولم يتم نشر أسماء خمسة من المتهمين الستة بموجب أمر قضائي.
وأخلى القاضي ستيفن آودريسكول سبيل ثلاثة من المدعى عليهم بكفالة، مؤكدًا مواصلة أمر منع النشر ومحذرًا أي شخص من تنفيذ العقاب بآخرين.
وقال آودريسكول: «من الحكمة جعل العدالة تأخذ مجراها من دون تدخل خارجي، من أي شخص إما يؤيد الذين مثلوا أمام المحكمة أو من يرغب بتنفيذ نوع من العقاب بحقهم قبل مثولهم أمام المحكمة».
ووجهت لأحد المتهمين ويبلغ عمره 18 عامًا، تهمة حيازة صورة لأحد المسجدين كتب تحتها عبارة «تحقق الهدف».
وشهدت كرايست شيرش، الشهر الماضي، هجومًا إرهابيًا عنيفًا، بعدما اقتحم «متطرف يميني أسترالي» مسجدين خلال أداء صلاة الجمعة وشرع في إطلاق النار على المصلين.
وجراء موقف وإنسانية رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن التي أبدت حكمة وحنكة سياسية ذكية وعادلة في إدارة آثار هذه المذبحة الرهيبة، وأنصفت الجالية المسلمة في بلدها، وأعلنت أنها جزء مهم في بلادها، ارتفعت شعبيتها إلى أعلى المستويات بصورة غير مسبوقة وتاريخية في نيوزيلندا.