بعد أن هز الحريق المدمر الذي التهم بوحشية شاملة «كاتدرائية نوتردام» التاريخية الفرنسية في قلب باريس، وخاطر القساوسة والفرنسيون بحياتهم لإنقاذ كنوزها الأثرية التاريخية الثمينة من الاحتراق والدمار، صدر قرار فرنسي رسمي بنقل هذه الكنوز فوراً بعد تنظيفها من آثار الحريق إلى متحف «اللوفر» الفرنسي الشهير.
وقال وزير الثقافة الفرنسي، فرانك ريستير، أمس الثلاثاء، للصحافيين إن الأعمال الفنية التي تم إخراجها من كاتدرائية نوتردام أثناء الحريق الذي اندلع الاثنين 15 إبريل الجاري، سيجري نقلها إلى متحف اللوفر. وكان الوزير قال في وقت سابق إن رجال الإطفاء وعاملين بوزارة الثقافة ومجلس المدينة هرعوا إلى «كاتدرائية نوتردام» عندما اندلع الحريق فيها لحماية الأعمال الفنية الهامة الموجودة بداخله، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز»، وموقع «سكاي نيوز».
وأضاف أن بعض القطع الفنية، وبينها قطع مقدسة مثل «إكليل الشوك» للسيد المسيح، و«رداء الملك لويس التاسع» أو لويس القديس الذي يعود للقرن الثالث عشر، نُقلت في بادئ الأمر إلى مجلس المدينة والآن ستنقل إلى متحف اللوفر المجاور.
وشب حريق هائل في الكاتدرائية، التي تعتبر معلمًا سياحيًا هامًا في العاصمة الفرنسية باريس، مساء الإثنين، مما أدى إلى تهاوي البرج التاريخي في الكاتدرائية التي يزورها نحو 13 مليون سائح كل عام.
وكافح نحو 500 رجل إطفاء لساعات في محاولة إخماد نيران الحريق الضخم الذي اندلع في الكاتدرائية، قبل أن يتمكنوا من السيطرة عليه جزئيًا صباح الثلاثاء. وأكد خبراء أن عوارض السقف الخشبية في الكاتدرائية، التي تعود إلى قرون من الزمان، ساهمت بشكل كبير في اتساع رقعة الحريق في وقت قصير، وهو ما صعّب مهمة رجال الإطفاء.
وجرى تشييد كاتدرائية نوتردام قبل 855 عامًا، وتخضع منذ العام الماضي لعملية إعادة ترميم، وهي مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو للتراث العالمي».
وتعتبركاتدرائية نوتردام التي تعني «مريم العذراء»، من أشهر رموز العاصمة الفرنسية باريس، وتقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة على نهر السين، أي في قلب باريس التاريخي.