"الشعبنة" مصطلح اجتماعي ظهر منذ القدم داخل المجتمع السعودي، والمقصود بها زيادة الارتباط الاجتماعي بين أفراد الأسرة والأقارب، من أجل إدخال الفرح والسرور.
وتعتبر "الشعبنة" إحدى العادات القديمة التي انتشرت بمنطقة الحجاز وعدد من مدن المملكة العربية السعودية، وأصبحت تقليد سنوي متبع لاستقبال شهر رمضان الكريم، حيث كان يجتمع الأهل والأصدقاء قبيل شهر الصوم من أجل ادخال الفرح والسرور.
عادة الآباء والأجداد السائدة حتى اليوم
أوضح الباحث في مجال التراث الدكتور سمير برقة، أن "الشعبنة" عادة قديمة ومازالت سائدة حتى الآن، فهي عادة الأجداد والآباء، وعن سبب التسمية يقول "الشعبنة جاءت من شهر شعبان، وتعد من العادات الأصيلة عند أهل مكة والمدينة المنورة، حيث يحتفلون بنهاية شهر شعبان، وقدوم شهر رمضان الكريم، فيقيمون موائد الطعام".
تطور الشعبنة
وحول تطور الشعبنة، يقول برقة "كنا نهتم كثيراً بالشعبنة لأنها مناسبة يجتمع فيها الأهل والأصدقاء بكل محبة وسرور، فكانت تستعد الأسر للشعبة منذ دخول شهر شعبان، لكن الغالبية كانوا يحتفلون بها نهاية الشهر، حيث يخرج الأسر والأصدقاء إلى الأماكن العامة ذات المساحات الواسعة ويعدون الطعام، لكن اليوم نجدهم يستأجرون بعض الأماكن المخصصة للتجمع والاحتفال كـ"الاستراحات" ويعدون الولائم والطعام المتنوع، ونجد أن كل جماعة يشتركون في إقامة مأدبة للطعام وتجتمع النساء كذلك للسمر والحديث عن كيفية استقبالهم لرمضان واستعداداتهم لهذا الشهر الفضيل، وكل منطقة لها عاداتها في الشعبنة واستقبال شهر رمضان".
ويذكر أن هناك بعض الأكلات المخصصة للشعبنة كانت قديما تحرص السيدات على صنعها مثل الدبيازة رغم أنها تقدم على الفطور في العيد إلا أن بعض الأسر كانت تقوم بإعدادها كوجبة للشعبنة.
أسماء الشعبنة
عرفت الشعبنة في بعض مناطق في المملكة ودول الخليج المجاورة بمسمى بـ"القريش" ويعني باللغة العربية الفصحى ووفق ما جاء بلسان العرب تَقَرَّش القومُ أي تجمَّعوا، وقيل أيضا لأنها تأتي بنهاية شهر شعبان.
وقيل إن "القريش" يأتي تصغيراً لكلمة "القرش" وذلك دلالة على صغر الوجبة أو قيمتها المادية، والمثل الشعبي عند أهل الخليج (اليوم القريش، كبر الكريش). وتشترك غالبية الأسر في الإعداد لطعام السهرة الممتدة حتى ساعات الصباح الأولى، حيث تساهم كل من نسوة العائلة بإحضار أحد الأطباق الشعبية.
أهازيج تخص الشعبنة
ومن أهم الأهازيج التي عرفت بالحجاز والتي تخص أهل المدينة وكان يرددها الأطفال في الشعبة بعد صلاة العشاء:
سيدي شاهن ياشربيت
خرقة مرقة يا اهل البيت
لولا "خواجا" ما جينا
ولو طاحت كوافينا
يحل الكيس ويعطينا
واحد "مشخاص" يكفينا.
وعلى الرغم من انتشار التهاني والتبريكات وحتى التجمعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن "الشعبنة" لا زالت تحتفظ بمكانتها في لقاء الأسرة والعائلة والأصدقاء على أرض الواقع كل عام في شهر شعبان.
الشعبنة بين الأمس واليوم
- أخبار
- سيدتي - ريهام المستادي
- 23 أبريل 2019