فوجئ محبو الشاعر والكاتب المغربي محسن أخريف بخبر وفاته، أمس الأحد، إثر صعقة كهربائية أودت بحياته خلال التقاطه ميكروفون بلله المطر، حين كان يهم بإعطاء الكلمة لأحد الحاضرين في ندوة احتفاء بعيد الكتاب بمدينة تطوان المغربية.
وخلفت وفاة الشاعر الذي لم يتجاوز الأربعين من عمره، صدمة كبيرة وسط الإعلاميين والمثقفين لهول الموقف، خصوصًا وأنه توفي في الحين أمام ذهول الحاضرين للندوة.
وقد نقلت جثته للمستشفى لأجل التشريح وتحديد أسباب الوفاة وفتح تحقيق في الحادث المفجع، حيث نعاه عدد كبير من الأدباء والكتاب والإعلاميين على صفحات الفيسبوك في صدمة واستغراب لما حصل.
ويُعد الراحل من المبدعين الشباب ويترأس رابطة أدباء الشمال المغربي وله مؤلفات مهمة وهي :
في الشعر:
• ترانيم للرحيل في عام 2001.
• حصانان خاسران في 2009 «جائزة القناة الثانية الوطنية».
• ترويض الأحلام الجامحة في عام 2012
• ديوان مفترق الوجود في عام 2019
وفي الرواية:
• شرك الهوى 2013 «جائزة اتحاد الكتاب المغرب للأدباء الشباب»
وفي القصة:
• حلم غفوة 2017 «الرتبة الثالثة لجائزة الشارقة للإبداع العربي 2017»
وتداول بعض أصدقائه إحدى قصائده من ديوانه ترانيم للرحيل وكأنه يصور عن حتفه:
لَيْسَ ثَمَّةَ ماَ أُخْفِيهِ
لِهَذاَ سَأَلْقَى المَوْتَ فِي شاَرِعٍ فَسِيحٍ،
سَأَلْقاهُ بِلاَ أَسْرارٍ،
وَبِلاَ أَعْطَابٍ فِي النَّفْسِ،
تَحْتاجُ إِلَى إِصْلاَحٍ فِي الأَنْفاسِ الأَخِيرَةِ مِنَ الْعُمْر.ِ
لَيْسَ لَدَيَّ ماَ أَخْجَلُ مِنْهُ،
طِوالَ العُمُرِ، وَأَناَ أَبْحَثُ عَنْ أَسْباَبِ الْفَرَح.
بَحَثْتُ عَنْهاَ كَماَ تَبْحَثُ النَّارُ
عَنْ قَشَّةٍ صَغِيرَةٍ حِينَ تَنْتَهِي مِنْ الْتِهَامِ الغاَبَةِ.
لَيْسَ لَدَيَّ ماَ أُخْفِيهِ.
قَلْبِي عَلِيلٍ،
وَلاَ يَقْوَى عَلَى التَّمَلُّقِ.
وَدِمائِي صاَفِيَةٌ
لاَ تَسْبَحُ بِهاَ كُرَيَّاتُ الكَذِبِ.
لِهَذاَ بَقِيتُ طِوالَ العُمُرِ
فِي الأَسْفَلِ،
أُمْسِكُ السُّلَّمَ كَيْ لاَ يَسْقُطَ بِمُرْتَقِيهِ.
فَقِيرٌ بِلاَ قَطِيعٍ،
أَمْضَيْتُ عُمْرِي أَهُشُّ بِعَصايَ
عَلَى غَيْمِ الشِّعْرِ،
أُجَمِّعُهُ، ثُمَّ أَنْثُرُه.
أَلِهَذاَ ياَ صاَحِبِي تَرَى،
أَنِّي أَسْتَحِقُّ حَياَةً أُخْرَى،
شَرْطَ أَنْ تَكُونَ مُعَدَّلَةً،
مُنَقَّحَةً مِنَ الأَلَمِ،
وَمَزِيدَةً مِنَ الْفَرَح.