أظهرت العديد من الدراسات والتجارب أن الذين يصابون بالعمى في وقت مبكر من الحياة، يمكنهم تجربة قدرات سمعية أفضل بكثير من أولئك الذين يتمتعون بحاسة البصر، وعلى الرغم من معرفة العلماء منذ زمن طويل أن المصابين بالعمى لديهم قدرات سمعية أكثر دقة، إلا أن آلية الدماغ التي تتيح هذه القدرات ظلت غير مفهومة حتى الآن.
لكن دراسة حديثة تقول إن أدمغة فاقدي البصر تعيد تأهيلهم لتتبع الأجسام المتحركة تمامًا مثل بطل سلسلة مارفل «ديرديفيل»، بحسب العلماء. وأوضح العلماء كيف أن التغيرات في الدماغ يمكن أن تفسر التحسينات التي تطرأ على الحواس الأخرى لدى المكفوفين.
وتقول الدراسة الجديدة إن البعض قادرون على تدريب أنفسهم على استخدام النقرات كنوع من تحديد الموقع بالصدى لاكتشاف العقبات، مثل الخفافيش وبعض الطيور.
وراقب خبراء من جامعة أكسفورد وعدد من الجامعات الأمريكية أولئك المكفوفين منذ الولادة، أو الذين فقدوا أبصارهم خلال مرحلة الطفولة. واكتشفوا أن قدراتهم المتزايدة قد تكون بسبب القدرة على اكتشاف الاختلافات في الترددات، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «إنديبندنت» البريطانية، وموقع «روسيا اليوم»، و«ذي صن».
وقالت معدة الدراسة، كيلي تشانغ، من جامعة واشنطن: «بالنسبة للشخص المبصر، فإن التمثيل الدقيق للصوت ليس له أهمية لأن البصر يساعده على التعرف على الأشياء، بينما يملك المكفوفون معلومات سمعية فقط». وأضافت قائلة: «هذا يعطينا فكرة عن التغيرات في الدماغ التي تفسر لماذا يتحسن المكفوفون في انتقاء وتحديد الأصوات في البيئة».
وأوضح البروفيسور أيون فاين، عالم النفس بجامعة واشنطن، أن هذه كانت أول دراسة تُظهر هذه التغيرات في القشرة السمعية، وهي جزء من الدماغ يعالج الصوت. وتابع فاين: «هذا مهم، لأن هذه منطقة من الدماغ تتلقى معلومات سمعية متشابهة للغاية لدى الأفراد المكفوفين والمبصرين. لكن في الأفراد المكفوفين، يجب استخراج مزيد من المعلومات من الصوت، ويبدو أن هذه المنطقة تعمل على تطوير قدرات معززة نتيجة لذلك».