ترتفع نسبة إنفاق الأسر السعودية مع قرب حلول شهر رمضان المبارك بما يعادل إنفاق ثلاثة أشهر، وقد توقَّع خالد الملحم، الخبير الاقتصادي ، في حديثه لـ "سيدتي"، بأن ترتفع نسبة استهلاك السعوديين من المنتجات الغذائية في الشهر الكريم لتتراوح بين 150%، و200% مقارنةً مع استهلاكهم من هذه المنتجات في الأشهر الأخرى، الذي لا يزيد عن 80%.
وقال الملحم: "هذا الارتفاع في نسبة الاستهلاك، يضع الجهات المعنية بالمستهلك أمام تحدٍّ كبير بإطلاق برامج توعوية، تهدف إلى تقديم ثقافة استهلاكية سليمة خلال شهر رمضان المبارك".
وأشار إلى أن ارتفاع نسبة الاستهلاك ينتج عن العروض التسويقية، والتخفيضات التي تقدمها الأسواق التجارية قبيل شهر رمضان، موضحاً أن هذه العروض تؤدي إلى تراجع الوعي الاستهلاكي من قِبل الأفراد، وتحفزهم على الشراء، ما يجعل المراكز التجارية الكبرى تتسابق في توفير كميات كبيرة من المواد الغذائية في متاجرها.
وبيَّن الملحم، أن الهيئة العامة للإحصاء، قدمت أخيراً بيانات حول معدل استهلاك المواطنين والمقيمين في السعودية للمنتجات الغذائية خلال الشهرين الماضيين، وأظهرت أنه لم يتجاوز 80%، وقال: "انخفاض معدل الاستهلاك خلال الفترة الماضية أمر متوقع لعدم وجود دوافع للاستهلاك، لكنَّ الطلب على المواد الغذائية عادة ما يرتفع كثيراً قبل وخلال الشهر الفضيل بسبب العروض التي تقدمها الأسواق والمحلات التجارية، إذ تعد شهر رمضان موسماً بالنسبة إليها".
ونوَّه إلى أن إجمالي إنفاق الأسر السعودية على المواد الاستهلاكية في شهر رمضان المبارك المقبل قد يصل إلى عشرة بليونات ريال، وقال: "الإنفاق خلال رمضان يؤثر سلباً على الموازنة السنوية للأسرة، ليصل عدد أشهر الإنفاق على المواد الاستهلاكية فعلياً إلى 14 شهراً، على الرغم من أن دخلها يبلغ 12 شهراً، ما يعني أن الإنفاق يتضاعف مرتين فيه". موضحاً أن الاستهلاك غير المبرر دليل على وجود اضطراب في ثقافة الشراء.