ربما الجهل أو الفقر أو الطمع وربما جميعها من قتلت الشابة «نيالوك ماجوروك»، البالغة من العمر 20 عاماً، على يد أشقائها في «جنوب السودان». فليس لها الحق –من وجهة نظرهم- أن تحدد مصيرها بنفسها، أو أن تفكر بالزواج ممن تحب، أو أن لا تكون «بضاعة» يبيعها والدها وأشقاؤها لأول عريس يدفع مهراً أكثر.
الموت، كان مصير «ماجوروك» التي رفضت الزواج المدبر الذي أقامه واتفق عليه والدها، طمعاً بمهرها الذي قدمه العريس، والذي بلغ 20 بقرة كهدية، أو كـ«هدية مشروطة» قبل الزواج. فشرع أشقاؤها بضربها بكل العنف والقسوة حتى لاقت مصرعها في بلدة «ييرول» بولاية البحيرات الشرقية يوم الثلاثاء 30 أبريل الماضي، وفقاً لما نقله موقع «عربي بوست»، عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية.
وبحسب الـ«ديلي ميل»، فقد صرح «تابان هابيل»، وزير الإعلام في جنوب السودان، أنه تم اعتقال رجل يُدعى «أنيس» وهو المشتبه به الأول في مقتل «ماجوروك»، بينما وضع والدها بالسجن. وأشار «هابيل» أن والدها هو من كان قد أمر بقتلها لرفضها الزواج من العريس الذي تقدم لخطبتها. كما أدان وزير الإعلام مقتل الشابة مشيراً إلى أن الدولة ستكثف من جهودها لمعالجة «الزواج القسري» المنتشر في جنوب السودان. وصرح أن: «هذا عمل همجي ويحتاج إلى تدخل فوري من الحكومة. إنه الحادث الثاني من نوعه، حيث كانت فتاة قد لقيت مصرعها خلال العام الماضي 2018، بعد أن ضربها والدها حتى الموت».
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن جنوب السودان تمتلك ثقافة قديمة للغاية ومتجذرة في وعي السكان، بكل ما يخص زواج الفتيات ومهورهن، التي عادة ما تكون أبقاراً. بالإضافة إلى أن لها تاريخاً حافلاً بزواج الأطفال والقاصرات. وأضافت الصحيفة أن الإحصاءات بما يخص هذا الشأن مرعبة في البلاد، إذ أنه على الرغم من أن هذه الممارسات غير قانونية، لكن 40% من العائلات يزوجون بناتهم قبل عامهن الـ 18، وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان.