«لا تنم في أوقات معينة.. لا تنم أقل من 8 ساعات في اليوم.. يُستحسن أن ترقد في الفراش إلى أن تنام، حتى وإن كنت لا تشعر بالنعاس.. نم واقفاً.. لا، نم جالساً.. لا تنم على ظهرك.. نم بعين مغمضة والأخرى مفتوحة.. النوم على الرأس مفيد للصحة..».
أجل كل هذه العبارات وغيرها الكثير، نسمعها عن النوم دائماً، عن أهم شيء نفعله في القسم الثاني من حياتنا. الكثير منها مجرد «خرافات»، إلا أن بعضها قد يكون خرافات ضارة جداً بالصحة؛ لذلك إليكم حقائق حول «سلطان راحتنا»، وأهم الخرافات بشأنه.
وفقاً لما نشره موقع «أخبار 24»؛ فقد أجرى عدد من الباحثين في كلیة الطب بجامعة نیويورك الأمريكية، دراسة جديدة مهمة للغاية، قاموا خلالها بجمع أكثر «الخرافات» شيوعاً وتداولاً بين الناس حول النوم، والنصائح الكثيرة التي نسمعها بشكل مستمر بشأنه، وطلب هؤلاء الباحثون من خبراء في «علم النوم» ترتيبها على أساس صحة كل واحدة منها، والإشارة إلى تلك التي تتضمن ضرراً صحياً للإنسان.
وفي تصريح لـ«ريبیكا روبنز»، كبيرة الباحثين في هذه الدراسة التي نُشرت في دورية «صحة النوم» الأمريكية، كانت قد أدلت به لوكالة «رويترز»، جاء فيه: «الجميع يدركون أهمية النوم الكبيرة، ولكن هناك الكثير من الناس يؤمنون بأشياء تخص النوم ويتبعونها، رغم وجود الأدلة العلمية التي تثبت خطأ هذه الأفكار».
حقيقة النعاس في أي زمان ومكان..
وبحسب فريق الباحثين في هذه الدراسة؛ فإن أسوأ خرافة يؤمن بها الناس، هي تلك التي تتحدث عن مدة النوم ووقته، تلك التي تقول إن «النعاس في أي مكان وزمان، دلیل على نظام نوم صحي»، وأوضح الباحثون أن هذا الجانب تحديداً، يُبيّن أن هناك مشكلة في النوم، وحرماناً كبيراً منه، وأضافوا أن الشعور بالنعاس الشديد خلال أوقات النهار وبشكل متكرر ومستمر، قد يكون من الأعراض الرئيسية لحالة مرضية يطلق عليها اسم «انقطاع النفس الانسدادي»، ورغم ذلك، أشاروا إلى أن الحرمان من النوم لليلة كاملة، قد يسبب النعاس الشديد في النهار، إلا أنه لا يُسفر عن تبعات سلبية كبيرة على الصحة.
لا تستهينوا بـ«مواعيد النوم»..
وذكرت الدراسة أيضاً، أن أسوأ الخرافات التي تتعلق بموعد النوم الأمثل، هي تلك التي تقول إنه «لا يهم متى ننام خلال اليوم.. المهم أن ننام»، وأوضح الباحثون أنه خلال الأبحاث التي تم إجراؤها على الأشخاص الذين يعملون بـ«النوبات الليلية»، أثبتت تراجع جودة النوم بالنسبة لهم، وهو الأمر المرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وداء السكري والسرطان كذلك.
لا تنم إن كنت لا تشعر بالنعاس..
وأكدت الدراسة على عدم صحة واحدة من أكثر هذه الخرافات انتشاراً، والتي تفيد بأن «الاستلقاء في الفِراش وإغماض العينين، له الفائدة نفسها التي للنوم الطبيعي»، أو «إن كنت لا تستطيع النوم، أو لا تشعر بالنعاس؛ فيُستحسن أن تظل مستلقياً في الفراش مغمض العينين حتى تعود إلى النوم العميق»، وأوضح الباحثون أن «النشاط الإدراكي»، بما يخص الفرق بين الاستلقاء بعينين مغمضتين وبين النوم، مختلف تماماً وإلى حد كبير جداً، ولا يمتّان بأية صلة لبعضهما، وأن من لا يشعر بالنعاس، عليه أن يغادر فراشه ويعود عندما يشعر بالتعب وبالرغبة بالنوم.
أما فيما يخص خرافات درجة الحرارة المُثلى للنوم، وأنه يُستحن النوم في غرفة دافئة؛ فأكد العلماء أن درجة الحرارة المثالية للنوم، تتراوح ما بين 18 إلى 21 درجة مئوية، وأشاروا إلى أن الأحلام لا تعني أن الشخص يحظى بنوم جيد وعميق، إلى جانب أن النوم مع حيوان أليف، ليس بالضرورة أن يساعدنا على النوم أكثر، أو أن يبعث الراحة خلال النوم.