ما بين إشكالية أن الطفل يجهل قيمة المال ولا يحتاجه، وبين حتمية تدخل الأهل تربوياً لتصبح علاقة الطفل بالمال آمنة احتار الأساتذة التربويون، وفي النهاية اتفقوا على أن المال - المصروف- للطفل سلاح ذو حدين، وعلى الآباء التدخل بدقة وحكمة. الدكتورة إبتهاج طلبة الأستاذة برياض الأطفال توضح حجم المشكلة والحل في نقاط مبسطة.
تبدأ علاقة الطفل بالمال في المدرسة تحديداً؛ حيث إن الطفل الذي لا يشارك أقرانه الذين يندفعون ونقودهم في أيديهم للشراء من دكان المدرسة..يشعر بنقص، وربما تعرض للسخرية.
على الأهل تقبل فكرة أن الطفل مستهلك مهم بالنسبة للتجار، وسوق احتياجاته ضرورية كانت أو كمالية، غذائية أو ترفيهية تعرض أمامه بشكل جذاب ومتوفر بشكل كبير.
لرسم علاقة طيبة وحكيمة بين الطفل والمصروف لابد من إعطاء الطفل المصروف بما يتناسب وعمره من دون زيادة أو نقصان.
تنقسم نظرة الأهل إلى المال لثلاثة أقسام؛ الأول يعتبر المال بعامة من الممنوعات فهي مفسدة للطفل، وفريق ثان يرى المصروف أمراً روتينياً لا علاقة له بالقواعد أو التربية، كحاجة الطفل للملبس والمأكل والمشرب والنزهة، والثالث ينظرون له تربوياً كخطوة تؤهل الطفل للمسئولية وتعلم الاستقلالية.
ينصح بتوضيح علاقة الأسرة بالمال، ومحاولة تفهيم الطفل أوضاع الأهل المعيشية من دون خوف من الصراحة أو التفكير في عجز الطفل عن الفهم؛ حتى لا يعتقد أنه تقصير منهم أو نوع من العقاب له.
إعطاء الطفل المال من دون حساب في الأسر الميسورة الحال يؤدي إلى سلبيات أكثر من إحساس الطفل بالحرمان من المال -المصروف-
لابد من التنسيق بين الأم والأب حتى يحصل الطفل على مصروفه من أحدهما، مع عدم السماح له بالكذب على الطرف الآخر، أو التحايل لأخذ المزيد.
هناك أسر تعطي المصروف للطفل عندما يطلب، أو تخصص له مصروفاً يومياً أو بشكل أسبوعي، ولا بد أن يرتبط هذا بدرجة وعي الطفل وإدراكه وربما بداية من دخوله المدرسة.
في الخامسة من العمر من الممكن أن يأخذ الطفل مبلغاً بسيطاً، ثم الاستفسار عن كيفية صرفه وتوجيهه للأخطاء التي قد يكون ارتكبها، وهي وسيلة تربوية مثمرة، وفي الثامنة يزداد إدراك الطفل لدرجة يستطيع أن يحافظ على مصروفه ويشتري ما يرغب به دون أن يغشه أحد.
الأولاد حينما يبلغون الثانية عشرة يصبح المصروف حقاً من حقوقهم التي لا تحتمل نقاشاً مهما كانت الأوضاع المعيشية، إنما الخلاف في حجم المبلغ المخصص للمصروف.