السكتة الدماغية تسبب مشاكل في التوازن، واضطرابات في الذاكرة والإعاقة الحركية، واضطرابات تتعلق باللغة والحديث، ومشاكل في الرؤية والحواس الأخرى، وغيرها، والتي قد تسبب إعاقة لسير الحياة اليومية للمريض. ووفقًا لدراسة جديدة نُشرت في المجلة الدولية للسكتة الدماغية International Journal of Stroke خلال شهر نيسان / إبريل، فإنَّ الموسيقى سوف تساعد على تحسين التعافي والنقاهة بعد التعرض إلى سكتة دماغية. وقد استعاد المرضى الذين يعشقون الموسيقى قدراتهم المعرفية بكفاءة أكثر.
ثمانية أسابيع من النقاهة في الموسيقى
للتوصل إلى اكتشافهم هذا، قام الباحثون من جامعة غلاسكو وأدنبره، وخدمات الصحة الوطنية في غلاسكو وكليد الكبرى، ومن الجامعة الإنكليزية لشرق أنجيلا، بتجنيد 72 مشاركًا. وقد عانى جميع المشاركين السكتة الدماغية، وهي الإصابة الأكثر شيوعًا التي سببها انسداد في توصيل الدم إلى الدماغ. وتمَّ فصل المشاركين عشوائيًّا إلى ثلاث مجموعات. واستمعت المجموعة الأولى إلى الموسيقى، وكذلك المجموعة الثانية أيضًا، ولكن في هذه المرة رافقها ممارسة الوعي الكامل. وأما المجموعة الأخيرة فقد ركزت على الاستماع إلى الكتب السمعية.
فورًا بعد خروجهم من المستشفى وخلال فترة نقاهتهم، استمع المتطوعون إلى المحتوى المخصص لهم، لمدة ساعة واحدة كل يوم ولمدة 8 أسابيع. وكان لهم حرية اختيار الموسيقى التي يفضلونها، وكذلك الاستماع إلى القراءات التي يرغبونها. وفي الوقت ذاته، تمَّ بشكل منتظم إجراء اختبارات على الذاكرة والانتباه والمزاج، بعد استماعهم إلى اختياراتهم المفضلة، لتحديد مدى التطور على وظائفهم المعرفية وعلى مزاجهم.
استعادة وظائف الذاكرة
أخيرًا وبالإضافة إلى الجانب الممتع للاستماع إلى الموسيقى، فإنَّ المرضى الذين كانوا يستمعون إليها قالوا إنها حسّنت مستوى نشاطهم، وحفّزت ذاكرتهم عن الماضي. وشعر أولئك الذين مارسوا الوعي الكامل، بالاسترخاء والتركيز والقدرة على السيطرة على انفعالاتهم وعواطفهم. وعلى جانب الاختبار، فقد أظهر المشاركون من مجموعتي "الموسيقى" وظائف أفضل في الذاكرة الاسترجاعية، مقارنة بالمجموعة التي استمعت إلى قراءات الكتب.
وقال ساتو بايلا من معهد الصحة والعافية في جامعة غلاسكو، والمؤلف الرئيسي للدراسة في بيان له: "إنّ العديد من الأشخاص الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية عانوا الاكتئاب والقلق، الأمر الذي قد يكون له تأثير سلبي على عافيتهم، وعلى مستوى مشاركتهم في الأنشطة اليومية. ونعتقد أنّ التركيز المقصود على الوعي الكامل خلال الاستماع إلى الموسيقى، والذي يشجع الأشخاص على وضع أنفسهم في اللحظة الحالية، قد يساعد المرضى الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية على تحسين تركيزهم وتقليل تفكيرهم ومشاعرهم السلبية، وكذلك على تحسين قدرتهم على تذكّر المعلومات".