يبدو أن الجريمة الغامضة، التي قضّت مضاجع المحققين البريطانيين، والتي وقعت في بلدة «كاننغ» شرق العاصمة البريطانية لندن، بدأت تتكشف خيوطها شيئًا فشيئًا، على الرغم من الغموض الكبير الذي لفّها منذ لحظاتها الأولى، بعد العثور على جثتين تعودان لامرأتين مجهولتين، كانتا في «ثلاجة» داخل إحدى الشقق المشبوهة؛ حيث إن المحققين تمكنوا من التعرف رسميًّا، على هوية إحدى الجثتين.
وبحسب ما تنقله لكم «سيدتي» من التفاصيل الجديدة لهذه الجريمة، عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، فإن الجثتين اللتين عُثر عليهما في شهر أيار/مايو العام الماضي 2018، تم التعرف رسميًّا إلى هوية إحداهن، وهي تعود للسيدة «مهريكان مصطفى»، التي تبلغ من العمر 38 عامًا، وهي أم لثلاثة أطفال. والسيدة مصطفى –التي تُعرف أيضًا باسم «ماري جين»- كانت عائلتها قد أبلغت عن فقدانها منذ ذلك الحين، دون الوصول إلى أي معلومات عنها حتى يوم الجمعة 3 من أيار/مايو الجاري 2019 حين تمكنت الشرطة من التعرف إلى هويتها.
التحقيقات لا تزال جارية
وأوضح الـ«سكوتلاند يارد»، جهاز الشرطة البريطانية، أن التحقيقات لا تزال جارية للتعرف إلى جثة المرأة الأخرى، مضيفًا أنه على خلفية هذه القضية، تم القبض على «زاهيد يونس»، البالغ من العمر 34 عامًا بتهمة منع الدفن القانوني لجثة أحدهم في حادثتين مختلفتين.
كما كانت الشرطة بوقت لاحق من الشهر الجاري، قد اعتقلت «تيد جولي»، البالغ من العمر 50 عامًا، وهو صديق «ماري جين»، بعد الاشتباه به في أول الأمر، وكانت الشرطة قد عملت على تفتيش ملكية خاصة تعود إلى السيد «جولي»، تبعد مسافة ميل واحد فقط عن مكان العثور على الجثتين، لكنها لم تكشف عن أي أمر مهم يفيد القضية. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، تم إطلاق سراح السيد جولي، مع إبقائه قيد التحقيق حتى انتهاء القضية.
ومن جهته، صرح «سيمون هاردينغ»، وهو كبير المحققين في هذه القضية: «الآن نحن واثقون أن الجثة تعود إلى ماري جين، التي تم الإبلاغ عن فقدانها بـ10 من أيار/مايو 2018. ونحن ننتظر تحليل ما بعد الوفاة لنعرف كيف ومتى توفيت». ودعا «هاردينغ» أي شخص يعرف معلومات عن صاحبة الجثة أو عن الجريمة عمومًا، أن يدلي بها بأسرع وقت ممكن.
وتابع «هاردينغ»، أن مكان العثور على الجثتين كان أمرًا غريبًا بالنسبة للمحققين، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن الجثتين بقيتا على حالهما بسبب وجودهما بالثلاجة، إلا أنه لا توجد عليهما علامات جروح أو إصابات، وأضاف أن المحققين ينتظرون فحوصات وتحاليل ما بعد الوفاة، لمعرفة إذا كانت الجثتان كاملتين.
«ماري جين» والشقة المشبوهة
وبحسب ما قاله السكان المحليون في البلدة، فإن البعض منهم كان قد شاهد «ماري جين» في وقت سابق قبل الإبلاغ عن فقدانها، في شقة تدعى «لوكال كراك دين»، وهي شقة تُعرف بأنها وكر لمتعاطي وتجار المخدرات هناك؛ هو الأمر الذي جعل الشرطة تربط القضية بتعاطي المخدرات.
علاقة الجريمة بالمخدرات
وفي هذا الأمر، صرح «هاردينغ» قلائلاً: «المحققون حاليًّا يعملون على بناء صورة شاملة لما حدث في الشقة، وعلاقة الجريمة بالمخدرات؛ حيث إن ذلك المكان معروف ببقاء أشخاص مجهولين فيه لفترات قصيرة، وهو مرتبط بتعاطي المخدرات، إذ إن من بينهم عدد من المُدمنين»، مؤكدًا أن التعرف إلى هوية إحدى الجثتين، بالإضافة إلى المعلومات الأخرى حول الشقة وطبيعية من يرتادها، قد يكون خيطًا مهمًّا في القضية، للوصول إلى الجُناة، وحلّ ملابسات هذه الجريمة الغامضة.